حديث بسمة / عزيزة حلاق
يقول نزار قباني:
“كوني أنتِ حتى ولو لم تعجبي أحدًا،
إن كنتِ راضية عن نفسك، ذلك يكفي، فأنتِ أجمل حين تملكين الثقة بنفسك.”
*من “كوني جميلة ولا تصمتي” إلى “كوني أنتِ”.. تحول الشعار وتطور الرؤية..
ربما لاحظ قراء ومتابعو بسمة نسائية مؤخرًا تغيير شعار المجلة من “كوني جميلة ولا تصمتي” إلى “كوني أنتِ”. وقد تلقيت استفسارًا من إحدى القارئات تتساءل: لماذا هذا التغيير؟
لها، ولكل من يتابعنا، أقول: هذا التحول لم يكن مجرد استبدال كلمات، بل هو تعبير عن نضج التجربة وتطور رؤيتنا لمكانة المرأة ودورها في المجتمع. إنه انعكاس لرحلة وعي تدعو المرأة إلى أن تكون ذاتها بكل قناعاتها، بعيدا عن أي قوالب مفروضة.
عندما تبنّت المجلة شعار “كوني جميلة ولا تصمتي”، كانت تهدف إلى خلق توازن بين الاعتناء بالذات وعدم التنازل عن الحق في التعبير. والجمال هنا ليس سطحيا، بل يشمل الجمال الداخلي، قوة الفكر، والثقة بالنفس. أما “لا تصمتي”، فكانت دعوة صريحة للنساء إلى رفض التهميش ورفع أصواتهن في مجتمعات لا تزال، في كثير من الأحيان، تفضل المرأة الصامتة الخنوعة.
فكان هذا الشعار صرخة من مجلة نسائية في وجه القيود الاجتماعية، وإعلانا بأن الجمال والقوة لا يتناقضان. لكنه أيضا كان يحمل، ضمنيا، تصورا بأن على المرأة أن تثبت نفسها من خلال معايير معينة، سواء في المظهر أو في التعبير الحر.
اليوم، ومع نضج التجربة وتطور النقاشات حول قضايا النساء، اختارت “بسمة نسائية” الانتقال إلى شعار أكثر شمولية وعمق: “كوني أنتِ”. لم يعد الأمر متعلقا بالجمال أو حتى بمجرد رفع الصوت، بل أصبح أعمق: كوني كما تريدين، كما ترغبين، دون الحاجة إلى الامتثال لأي معيار خارجي، سواء كان جماليا أو اجتماعيا.
فاختيار هذا الشعار الجديد ليس مجرد قرار تجميلي، بل هو امتداد لمسار طويل من التطور المجتمعي والفكري. ففي السنوات الأخيرة، أصبحت النساء أكثر وعيا بحقوقهن، وأكثر إدراكا لقدراتهن بعيدا عن القوالب النمطية. باتت المعركة اليوم لا تتعلق فقط بالصوت أو الجمال، بل بالحق في أن تكون المرأة كما تريد. أن تكون هي و ذلك يكفي.
“كوني أنتِ” دعوة للتصالح مع الذات، للاختيار الحر، للوجود الكامل دون الحاجة إلى تفسير أو تبرير.
وكما قال الشاعر الكبير نزار قباني:
“كوني أنتِ حتى ولو لم تعجبي أحدا..
إن كنتِ راضية عن نفسك، ذلك يكفي، فأنتِ أجمل حين تملكين الثقة بنفسك”.
