انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

83 في المائة يصدقون الأخبار الزائفة..

أخرباش: "قضايا البيت الإعلامي يعالجها أصحاب البيت".

بسمة نسائية/ ندوة

عزيزة حلاق

خيمت تداعيات جائحة كوفيد 19، الذي شلت العالم لفترة غير قصيرة، والأخبار المضللة التي رافقتها، على الندوة التي نظمها أمس بالرباط، المنتدى المغربي للصحافيين الشباب بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، حول موضوع: ” محاربة الأخبار الزائفة: بين دور الإعلام والمجتمع”.

فكل المتدخلين الذين تناوبوا على منصة الخطابة، استحضروا الأخبار الزائفة ومختلف أشكال التضليل ونظريات المؤامرة التي رافقت جائحة كورونا، والتي لم تقتصر على بلد بعينه بل انتشرت وتناسلت عبر العالم. وكان للثورة الرقمية ومواقع السوشيال ميديا دور كبير في انتشار هذه الأخبار وتوسيع قاعدة التفاعل معها.

البداية كانت مع المداخلة القيمة التي قدمتها الأستاذة لطيفة أخرباش، رئيسة الهاكا، والتي قالت:” إن سياق الأزمات تعتبر تربة خصبة لانتشار الأخبار الزائفة، مشيرة إلى الجائحة الوبائية كوفيد 19 اعتبرت لحظة فارقة ومثال دال على ذلك، حيث ظهرت مع الجائحة الوبائية العالمية، ما سمي بالجائحة الإعلامية:

L’infodémie

هذه الجائحة الإعلامية، التي شكلت أمواجا متضاربة من الاخبار المغلوطة أو الزائفة والتي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث.

الجائحة الإعلامية تقول أخرباش، تقوت مع سطوة المنصات الرقمية، وتقوت معها نظرية المؤامرة التي سيطرت على تفكيرنا الجمعي وأثرت بشكل كبير على تراجع منسوب الثقة في المؤسسات وساد التشكيك في كل المؤسسات بما فيها الإعلام، الذي لم ينج من هذا التسميم، بأفكار تروج عنه مثل أن الصحافيين جميعهم مرتشون”، وفسرت الأمر قائلة: “الإعلام مؤسسة تُستَهدَف مثل كل المؤسسات، ولا يعني هذا أن المؤسسات الإعلامية لا مشاكل فيها؛ لكن قضايا البيت الإعلامي يعالجها أصحاب البيت”.

أخرباش تحدثت أيضا من موقع الأستاذة والأكاديمية، الغيورة على سمو العمل الإعلامي، وسمو الخبر من مصدر الصحفي المهني، وقالت إن الصحفي سيد نفسه، ولا يمكن أن يعوضه أي أحد. ولا يمكن أن تصبح مواقع التواصل اليوم هي مصادر الخبر بالنسبة للصحفي.

فدور الصحفي وكما جاء في الورقة التقديمية، لرئيس منتدى الصحفيين الشباب، سامي المودني، يتمثل في تناول القضايا من زاوية معالجة أخلاقية وتقنية، والتصدي للأخبار الزائفة والمعلومات المضللة والخبيثة. مضيفا أن انتشار الأخبار الزائفة، يعد انتهاكا جسيما لحق المواطنين والمواطنات في الحصول على المعلومات الموثوقة والدقيقة، كما يشكل خطرا داهما على عقل الإنسان ونفسيته، ويهدد المجتمع برمته في أمنه واستقراره.

ولمعرفة قوة الأخبار الزائفة ومدى تأثيرها، قال عبد اللطيف لمبرع، مدير الأخبار بالإذاعة الوطنية، في مداخلة تحت عنوان: هل من سبيل لتحصين الجمهور العريض من الأخبار الزائفة؟ إن هناك مجموعة من الحقائق الصادمة لا بد من الوقوف عندها. فمن باب المقارنة، ينتقل الخبر الكاذب إلى 1600 متلقي 6 مرات أكثر من الخبر المؤكد في فرنسا. والرقم ربما يصل في المغرب إلى 10 مرات. وربط لمبرع، هذه المعطيات الرقمية بتمثل الخبر عند المتلقي. فتمثل الخبر مرتبط بما أتصوره وما أريده.

وفي السياق ذاته، قال لمبرع إن 83 في المائة من مستعملي الشبكات الاجتماعية معرضون لتصديق الأخبار الزائفة.

خالد ادنون الاستشاري في الاعلام والتواصل، وصف في كلمته، ظاهرة الأخبار الزائفة بصناعة، واستحضر بعض من هذه الأخبار المتداولة مؤخرا، والتي رافقت المونديال وعناصر منتخبنا الوطني، وذكر منها الخبر الذي تصدر بعض المواقع والمتعلق بوفاة والدة النجم الكروي سفيان بوفال، قبل أن يخرج شقيقه وينفي هذا الخبر ويؤكد أن والدته وصلت إلى باريس بعد أن غادرت قطر حيث خضعت لعملية جراحية، تكللت بالنجاح.

أدنون وهو يتحدث عن هذا الموضوع، قال بأنه يفضل استعمال عبارة مضامين زائفة، عوض الأخبار، إذ تفتقد المضامين للعناصر المطلوبة في الخبر، وندد بالانحرافات والتجاوزات الممارسة من طرف اللوبيات ومجموعات المصالح والتي جعلت المواطن يطبع مع مثل هذه الممارسات التضليلية، ويساهم هو أيضا في انتشار المعلومات الزائفة، عبر التقاسم، مقابل تراجع المعلومة الصحفية المعالجة بشكل مهني.

وأشار خالد أدنون أيضا، في حديثه عن سبل مواجهة هذه الصناعة المبنية على استراتيجية واضحة، وليست عرضية، على ضرورة انفتاح الصحفي على التكنولوجيات والمهن الجديدة، وعوض التركيز على الصحفي المهني يجب أن نطور المفهوم إلى الصحفي المواطن.

أفكار كثيرة أثيرت في هذا اللقاء، الذي قالت عنه الإعلامية مريم بوتوراوت، نائبة رئيس منتدى الصحافيين الشباب، إنه يندرج في إطار مشروع وطني، (يشمل ندوات وورشات تكوينية ولقاءات مع كل الفاعلين في القطاع)، تشتغل عليه وزارة الشباب والثقافة والتواصل، من أجل إيجاد مخرجات لإشكالية الأخبار الزائفة و محاربتها وتقوية دور الإعلام المهني.

ويبقى الرهان حسب لطيفة أخرباش رئيسة الهاكا، هو“إرساء منظومة حمائية منسقة ومتكاملة. فالمحاربة شيء والاستباق شيء آخر، وهي منظومة ينبغي أن توحد جهود كل الفاعلين المعنيين، من مسؤولين سياسيين، وهيئات تقنين، وأخصائيي ومهني التربية، وباحثين، ورجال قانون، وصحافيين، وغيرهم”.

وخلصت أخرباش إلى أن “الغاية الفضلى” لهذه المنظومة هي “ترسيخ نفاذية حق المواطن في الإعلام، عبر تعزيز مقاومة مستنيرة للتضليل الإعلامي والتواصلي، وتعزيز القدرة على الولوج إلى الأخبار وتداولها بطريقة أخلاقية ونقدية.

ونشير على أن ندوة أمس، حضرها أيضا مصطفى أمدجار ممثل عن وزير الشباب والثقافة والتواصل بجانب ممثل عن رئيس النيابة العامة وممثل عن رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فيما غابت الإعلامية حسناء الداودي مديرة موقع “أتلاس أنفو” وعبد اللطيف بنصفية مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال. وخلص اللقاء إلى إصدار توصيات قد ننشرها لاحقا.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا