انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
ثقافة وفنون

خديجة شاكر سيدة الربوة:لا نتوب عن أحلامنا مهما تكرر انكسارها

الشاوي والناصري والتجانية فرتات وفتيحة النوحو وانجازات أخرى أبرز محطات صالون الربوة 2024.

تقديم:

في المشهد الثقافي المغربي، لا يمكن أن نتحدث اليوم عن المؤسسات الثقافية المدنية، دون التنويه بالدور البارز الذي تلعبه مؤسسة الربوة للثقافة والفكر، ورئيستها الأستاذة خديجة شاكر، في التعريف بالثقافة المغربية المتنوعة، والابداعات الأدبية العربية والعالمية، من خلال سفر جميل وممتع ومفيد ينقلنا في موعد شهري، بين صفحات الروايات والقصص والدراسات الإنسانية ودواوين الشعر والزجل”.

إن ما تقدمه مؤسسة الربوة، هو أكثر من مجرد نشاط ثقافي، إنه التزام حقيقي بتعزيز قيم الحوار والتعايش من خلال الأدب والثقافة. وهو ما جعل منها اليوم، منصة للتعبير عن قضايا إنسانية ومجتمعية من منظور ثقافي، إضافة إلى كونها حاضنة للطاقات الإبداعية التي تثري الساحة الفكرية والفنية.

حصيلة صالون الربوة لسنة 2024:

مع مطلع كل سنة، تقوم مؤسسة الربوة بجرد حصيلتها السنوية، التي قالت عنها رئيستها الأستاذة خديجة شاكر:

“مرت سنة 2024 محملة بالكثير من الأسى والآلام ومفعمة أيضا بآمال وأحلام، وقد كنا في الربوة مصرات على عدم التوبة عن أحلامنا رغم كل شيء، ونردد مع محمود درويش:” لا نتوب عن أحلامنا مهما تكرر انكسارها.” لذلك تشبثنا ببرنامجنا السنوي، عنوان حلمنا الكبير، وحاولنا تنفيذ أغلب فقراته الطموحة. وقد كان لنا ذلك بالكثير من الإصرار والمقاومة المستترة والمعلنة، كما كان لنا ذلك بوافر رصيدنا من المحبة والوفاء والتشجيع والبذل والعطاء، وهي فضائل تنبثق ينابيع تروي علاقاتنا في الربوة وتَرويها، وإن كنا لا نرتوي منها ولا نكتفي.

وقد افتتحنا لقاءاتنا سنة 2024 بجولة في تاريخ المحروسة “مدينة الجزائر” مع الكاتب عبد الوهاب عيساوي الحائز على جائزة البوكر العربية لسنة 2020 عن روايته:” الديوان الإسبرطي”.

ورحلنا مع المفكر والروائي السعيد بنسعيد العلوي إلى ربوع قصية عنا وقريبة منا، فخبرنا “ثورة المريدين”، وعشنا “سبع ليال وثمانية أيام”، وحاولنا دخول “حبس قارة”.

أما مع الروائي الشاعر والفنان عبد القادر الشاوي، فقد تذكرنا معه “الساحة الشرفية” وجُلنا برفقته في “مرابع السلوان”، واستحضرنا “مربع الغرباء”.

ثم خضنا مع الرقيقة فتيحة النوحو، الكاتبة والصحفية، في حكايات نساء مغربيات في:” اللائي وقصصهن”، وشعرنا بآلامها وأفراحها في:” غبن أن نهوي”.

وعدنا إلى مجال التربية والتعليم، لنجلي مع التجانية فرتات، المديرة والمسؤولة التربوية، تجربتها في الإدارة الجهوية لمدة عشر سنوات، من خلال كتابها:” من أجل لا مركزية تربوية.”

ثلاث إنجازات ميزت 2024:

تفردت هذه السنة التي ودعناها بثلاثة إنجازات نسجلها بكل اعتزاز وفخر لما يحمله كل منها من أبعاد، ويفتحه من آفاق.

الإنجاز الأول: هو التنظيم المشترك بين عائلة الفقيد أحمد حرزني وبين مؤسسة الربوة للثقافة والفكر، للذكرى السنوية الأولى لرحيله، وتكريم عطائه الفكري والحقوقي من خلال قراءة أحد كتبه:” الماركسية، الأديان وقضايا الواقع المعاصر”، وهو الكتاب الصادر بعد وفاته، عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان.

الإنجاز الثاني: هو العرض المسرحي المعبر والجميل الذي قدمه، بكل اقتدار، تلامذة ثانوية وادي الذهب التأهيلية بمدينة أصيلة، بمناسبة الذكرى العاشرة لعمل الربوة في الفضاء الثقافي المغربي، والذي كتبت نصه المسرحي وأخرجته الأستاذة المبدعة ثورية سعودي، عضو الربوة، تحت عنوان:” حياة واحدة لا تكفي.”

الإنجاز الثالث: فهو برنامج فكري ودراسي، وضعته مؤسسة الربوة للثقافة والفكر بشراكة مع المعهد الوطني للتهيئة والتعمير تحت عنوان:” التفكير في المدينة، تفكير في العيش المشترك.”، وهو عبارة عن حلقات مفتوحة تتناول قضايا التعمير والعمران معماريا وتاريخيا وسوسيولوجيا وفلسفيا وحقوقيا وجماليا… وقد منحنا الأستاذ الجليل محمد الناصري، بكل كرمه المعرفي والعلمي، شرفَ افتتاح هذه الحلقات الدراسية والفكرية، شهر دجنبر الماضي.

برنامج 2024 لم ينفذ كله:

ومع كل ذلك، لم نستطع تنفيذ جميع فقرات برنامجنا المسطر لسنة 2024، ولا تزال تنتظرنا الكثير من المؤلفات والكثير من المجالات لاكتشافها، والكثير من الأسماء المرموقة للتعرف عليها والتعارف معها عن قرب، نغنمها ثروات فكرية، معرفية وإنسانية لا تحد فضائلها ولا تندثر آثارها.

فشكرا لضيوفنا-أصدقائنا: عبد الوهاب عيساوي، السعيد بنسعيد العلوي، عبد القادر الشاوي، تلميذات وتلاميذ ثانوية وادي الذهب التأهيلية بأصيلة، إدارتها التربوية، أساتذتها، جمعية الأمهات والآباء. وفي مقدمتهم جميعاً المحرِّكةُ الأولى ثورية سعودي، فتيحة النوحو، التجانية فرتات. وعائلة الفقيد العزيز أحمد حرزني.

ولم يكن لبرنامجنا أن يسطر ويقرر ويصبح واقعاً لولا القارئات العاشقات، نساء الربوة وسيداتها الجميلات المخلصات للفكرة وللمشروع:

دامي عمر، ثورية سعودي، عائشة العلوي لمراني، حورية الخمليشي، زهرة رشاد، فاطمة حسيني، حليمة زين العابدين، فتيحة الشعنافي، ليلى الماجدولي، صباح بنجلون، فوزية الدكالي، حليمة زهري، هاجر البدوي وخديجة شاكر. مع شكر خاص للأستاذ المحجوب الهيبة، والدكتور جمال بلخضر، والأستاذ محمد الطوزي، والأستاذ عبد الرحيم بنحادة، وللأستاذ عادل الزبادي وطاقمه الأكاديمي، والأستاذة أمينة غازي، والشكر موصول للأستاذة بشرى أشملال وللأستاذ رضوان المراعي.

كلمة شكر وامتنان:

خالص الامتنان لجميع نساء الربوة على حضورهن النافع ووفائهن الجميل، ولكل من ساهم أو ساهمت في تيسير تنفيذ برامجنا الماضية، ونرجو أن تتيسر سبلنا أكثر في هذه السنة 2025 التي نستقبلها بنفْس الآمال والأحلام، وبنَفَس أقوى على الإصرار وعلى المضي قدماً في مشروعنا الثقافي.

افتتاح 2025 بانفتاح على ابداعات عربية:

إن انفتاح المؤسسة على الأدب العربي والعالمي، وتكريسها لدور المغرب كصلة وصل ثقافية بين الشرق والغرب، يجعلان منها نموذجًا يحتذى به في الالتزام الثقافي العابر للحدود. وفي الوقت نفسه، تسلط المؤسسة الضوء على الأدباء العرب، مُسهمةً في التعريف بإنتاجاتهم وإبرازهم في المشهد الثقافي الدولي. ولعل الموعد المقبل لصالون الربوة، يجسد هذا المنحى، من خلال تخصيص افتتاح السنة 2025، للتعرف على روايتين من الروايات التي حازت على جائزة البوكر العربية: رواية “دفاتر الوراق” للأردني جلال برجس سنة 2021، ورواية “خبز على طاولة الخال ميلاد” للليبي محمد النعاس سنة 2022.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا