“ظهر المهراز” فضاء ذكرى مكان عصي عن النسيان..
توقيع كتاب:" "ظهر المهراز .. أرض الحب والإيديولوجيا.. ذاكرة الأحلام والأوهام"

بسمة نسائية/ ثقافة
صور:عبد الكريم نفوري
يتحدث الكتاب عن “فضاء شامخ بعينه في زمن جميل وعن ذكرى مكان عصي عن النسيان وطقوس النضال والسجال الإيديولوجي وتجارب الالتزام والحب والافتتان بالمكان..
وسط حضور وازن من إعلاميين وكتاب ومثقفين وجمعويين، وأجواء نوستالجية، أحييت الذاكرة وعادت برفاق الأمس، إلى مرحلة الحلم والنضال الطلابي بجامعة “ظهر المهراز” بفاس، عبر عمل إبداعي وتوثيقي قيم قد يؤسس لتاريخ المكان، صدر في كتاب من توقيع الصحافيين الزميلين نزار الفراوي وعزيز المسيح.. تحت عنوان:”ظهر المهراز .. أرض الحب والإيديولوجيا.. ذاكرة الأحلام والأوهام”..
كان لقاء ثقافيا ماتعا ودافئا رغم بروذة الطقس، كنا نحتاجه في هذا الزمن الذي طغت فيه ضحالة الأفكار وسيادة التفاهة، لقاء استضافته شبكة المقاهي الثقافية، واحتضنته مقهى ميلانو بالرباط، يوم الجمعة المنصرم، امتد على مدى أكثر من ساعتين، كان موضوعه قراءة وتوقيع كتاب: “ظهر المهراز .. أرض الحب والإيديولوجيا.. ذاكرة الأحلام والأوهام”.
أسماء بارزة من بين أسماء كثيرة ساهمت بشهاداتها في هذا الكتاب، حضرت هذه الجلسة الثقافية، منهم من جاء من خارج المغرب حرصا على مشاركة نزار وعزيز حفل أول توقيع لكتابهما، الذي وكما قيل في التقديم، أنهما لم يتوقعا أن يحقق ما وصل إليه الكتاب من نجاح في سوق مبيعات الكتب، حيث حطم كل التوقعات ونفذت الطبعة الأولى أيام قليلة بعد توزيعه، وهو ما يستدعي إصدار لطبعة ثانية..
أدار هذه الأمسية نور الدين أقشاني رئيس الشبكة، وتولى تقديم قراءة في الكتاب الإعلامي احمد الطاهري، الذي قال، ان إخراج هذا المؤلف جاء نتاجا للتصميم والإرادة من قبل المؤلفين، معتبرا ان من ثمرات وخيرات اصدار هذا العمل الإبداعي المميز كونه أتاح في أول حفل لتقديمه وتوقيعه “فسحة جميلة للالتقاء بوجوه نيرة من رفاق الأمس واليوم والغد”.
وأضاف أن الكتاب الذي صدر عن دار النشر “السليكي أخوين” بطنجة، في طبعة أنيقة، يقع في 241 صفحة من الحجم المتوسط، تم تصميمه تصميما محكما وبديعا ويتضمن تقديما وأربعة محاور وخاتمة .
ويتضمن المحور الأول بعنوان على “عتبات ظهر المهراز” مباهج الاحتفاء بالمكان والمكان في المدينة، فيما يشتمل الثاني على “شهادات من وحي العبور” منها على الخصوص شهادات لكل من سعيد يقطين، وسعيد المغربي، ولطيفة البوحسيني التي حضرت اللقاء، وعبد المالك أشهبون ، ومصطفى اللويزي ، ومحمد بلمو، وأسماء بنعدادة، وأحمد الطاهري ..
أما المحور الثالث فحمل عنوان “نصوص برائحة المكان” بينما اختير للمحور الرابع عنوان “ظهر المهراز : وجه وقصيدة” تضمن قصيدة ” ملصقات على جدار ظهر المهراز ” لأحمد المجاطي (1936- 1995) .
وأكد الإعلامي الطاهري ان هذا الكتاب يتبوأ مكانته ضمن خانة الكتب الباعثة على لهفة القراءة، مبرزا في هذا السياق أن الطبعة الاولى نفذت وانه يجري التفكير في إصدار طبعة ثانية .
وأضاف أن الكتاب، يتحدث عن “فضاء شامخ بعينه في زمن جميل وعن ذكرى مكان عصي عن النسيان وطقوس النضال والسجال الإيديولوجي وتجارب الالتزام والحب والافتتان بالمكان
“محاربة النسيان” و” إنقاذ الذاكرة”
نزار الفراوي وفي كلمة بالمناسبة، اعتبر إنه بالإمكان ادراج تأليف هذا الكتاب ضمن” مهمة تأسيسية لكتابة تاريخ المكان “، موضحا ان فكرة التأليف كانت من اقتراح عبد العزيز المسيح بهدف ” محاربة النسيان” و” إنقاذ الذاكرة ” .
ووصف نزار هذا الكتاب ب”العمل التوثيقي الحي مع شخصيات من أجيال و تيارات وتوجهات مختلفة” .
استحضار تلازمه شحنة عاطفية
من جهته،قال عزيز المسيح أن استحضار فضاء ظهر المهراز تلازمه شحنة عاطفية وافتتان بهذا المكان الذي حدد توجهات واختيارات الكثير من الذين مروا منه كما شهد تخرج أطر تولت فيما بعد مناصب المسؤولية بالقطاعين العام والخاص.
واشار المسيح الى ان الفضل في اخراج الكتاب الى حيز الوجود يعود الى نزار الذي تطرق في مؤلفه بعنوان” فاس ذاكرة الروح وأنفاس المكان” لظهر المهراز الفضاء الحاضن للنخب الفكرية والسياسية حيث مثل الشرارة الأولى لفكرة واقتراح تأليف هذا العمل الإبداعي .
وعن مضامين الكتاب نقرأ على غلافه الخارجي ” لا يتعلق الأمر بتخليد حالة جغرافية أو طبوغرافية مخصوصة، بل باستعادة أوراق من تاريخ الإنسان، وتاريخ الأفكار وتاريخ الأحلام، كان ظهر المهراز حديقتها التي أينعت فيها ومنطلقها الذي حلقت منه إلى الآفاق”.
بالنسبة لسبب وخلفية اطلاق اسم “ظهر المهراز” على أقدم مركب جامعي بفاس، يضم كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية الحقوق، وكلية العلوم، اكتشف الحضور أن ذلك راجع نسبة إلى خزان كبير للماء متواجد خلف كلية الآداب والعلوم الإنسانية، يعود للحقبة الاستعمارية، ويشبه في شكله المخروطي شكل “المهراز”التقليدي.