انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

أمينة بوعياش: مسار حقوق الإنسان لم يحقق غايته…

في اختتام المناظرة الدولية احتفاء بالذكرى 75 على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان..

بسمة نسائية/ أخبار/ حقوق الإنسان

صور: زليخة

الرباط: عزيزة حلاق

بعد يومين من الندوات والنقاشات الغنية والساخنة أحيانا، حول مسار حقوق الإنسان بعد مرور 75 سنة على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تمحورت حول سؤال حارق اليوم، وضعه المجلس الوطني لحقوق الإنسان كعنوان للمناظرة الدولية التي نظمها”: كونية حقوق الإنسان: فعلية تحققت أم مسار غير مكتمل؟ جاء الجواب في إشارات محتشمة أحيانا وبشكل واضح ومباشر مرات أخرى، بأنه مسار غير مكتمل…ولم يحقق غياته.

مسار غير مكتمل، نعم، في ظل ما يشهده العالم اليوم، من نزاعات وحروب إقليمية وسياسة دولية تكيل بمكيالين في تعاملها مع حقوق الإنسان بمفهومها الكوني، تجاه الأطراف المتنازعة. وكانت الإشارة القوية والمباشرة بهذا بالخصوص لما يجري في غزة، في مداخلة كل من، الأستاذة لطيفة الجبابدي والأستاذ النقيب عبد الرحيم الجامعي، حيث تقاطعت مداخلتهما عند الوضع المأساوي في غزة والحالة غير المسبوقة فيما يتعلق بحقوق الإنسان هناك، والتي وصلت إلى درجة الإهدار الكامل للحقوق الإنسانية..

وجاء الجواب أيضا، عن كونية حقوق الإنسان فعلية أم مسار غير مكتمل؟ في كلمة اختتام أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان حين قالت:” “إنّ استمرار التوترات والحروب والاعتداءات العسكرية ضد الأبرياء مثل ما يحدث في غزة، جعلت العالم بعد مرور 75 سنة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان غير قادر على إيقاف الحروب الأكثر مأساوية”.

وتحدثت بوعياش عن التحديات التي يواجهها مسار حقوق الإنسان وقالت:” إن من ضمن التحديات التي تعترض هذا المسار، الذي لم يحقق غايته بعد 75 سنة من صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تلك التي تتعلق أساسا “بتفعيل المعايير وجعلها واقعا معاشا لمواطني ومواطنات العالم، منها المساواة، الكرامة والعدالة”، وكذا بـ”التراجع الذي يشهده العالم، من حيث تعددية الأطراف التي تستعمل حقوق الإنسان والانطواء على الذات وتراجع مبدأ الكونية، مقابل ظهور النزعة الهوياتية والقومية”.

وأضافت:” التحديات الكونية لحقوق الإنسان تتطلب تجديد الالتزام بما جاء به الإعلان العالمي من أجل الكرامة والعدالة والمساواة، وكذا النهوض بدور دول الجنوب ضمن آليات تعدد الأطراف من أجل إعمال هذه الحقوق”.

لقد نجحت هذه المناظرة الدولية، في طرح إشكالية حقوق الإنسان من مختلف جوانبها، وباستضافة أساتذة وخبراء ومختصين والكثير من ممثلي المجتمعات المدنية والحقوقية المغربية والأجنبية، شاركوا بمداخلات قيمة وناقشوا كل من وجهة نظره ومن موقعه، كونية قيم حقوق الإنسان.

وكانت أشغال هذه المناظرة التي احتضنتها المكتبة الوطنية، تحت عنوان كبير:” 30 التزاما كونيا من أجل الكرامة الإنسانية – فعلية أم مسار غير مكتمل؟”  قد توزعت إلى ست جلسات وهي كالتالي:”

*الجلسة الافتتاحية:

افتتحت بالرسالة الملكية التي وجهها صاحب الجلالة محمد السادس للمشاركين وتلتها رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أمينة بوعياش.

وعرضت بعدها كلمة عن بعد، للسيدة أمينة ج. محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة.

لتبدأ المداخلات مع:

-عبد الحي المودن / المغرب: “يوتوبيا حقوق الإنسان وسياسة القوة”.

-عتيق الرحيمي/ أفغانستان: ” الكونية المكتملة في زمن العولمة”.

*محاور الجلسات والمشاركة المغربية

الجلسة الأولى:

 “أي كونية لحقوق الإنسان في ظل سياقات تتغير باستمرار؟”

شارك فيها من المغرب:

– محمد عصيد: “هل تؤثر تحولات العالم على كونية حقوق الإنسان”.

– وعن بعد: محمد الطوزي تناول في مداخلته موضوع:” السلطات القضائية ودولة القانون في دستور 2011″.

الجلسة الثانية:

“افريقيا في المنظومة الدولية لحقوق الانسان: من أجل حضور فعال”.

-مولاي لحسن ناجي:” ضيق الفضاء المدني في افريقيا: التحديات والحلول”.

الجلسة الثالثة:

“انخراط المغرب في المنظومة الدولية لحقوق الإنسان: مسار دامج وترسيخ دائم”.

– لحسن أولحاج: “حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية”.

-لطيفة الجبابدي: “الحقوق الإنسانية للنساء المكتسبات والتحديات”.

-جامع بيضا: “كونية حقوق الإنسان: هل هي وهم؟”

الجلسة الرابعة:

“تحديات ومسؤوليات مشتركة في مواجهة تغير المناخ والتنمية المستدامة والرقمنة”.

-محمد بنموسى: ” حق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في قلب حقوق الانسان: من يوتوبيا الكونية إلى واقع الإكراهات الوطنية”.

-فاطمة إكرام الفن:” قادة من أجل مستقبل مستدام: التحديات والإجراءات”.

-نسرين السلاوي: ” تصور عالم تسوده المساواة للمرأة العربية”.

الجلسة الخامسة:

“ثقافة حقوق الانسان، رافعة لتعزيز الكونية”.

-أمينة لمريني: “من أجل بيداغوجيا لحقوق الإنسان في الوسط المدرسي”.

-نبيل عيوش: “من فن الكشف إلى فن الانعتاق”. (مداخلة عن بعد).

-عبد الرحيم الجامعي: “حقوق الإنسان والبحث عن العدالة”.

الجلسة السادسة:

“الفن والمتخيل في خدمة رؤية إنسانية كونية”.

في الختام سجلت أمينة بوعياش ضمن خلاصات هذه المناظرة، أن المجموعة الدولية جاءت بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان “كمنارة ستضيئ في ما بعد مسارا طويلا (..)، تميز باعتماد معايير مثلت إرادة مشتركة حول حقوق موضوعاتية وحقوق فئوية (الطفل، المهاجرون، والأشخاص ذوي الإعاقة..)، وكذا بخلق المجموعة الدولية لآليات تسهر على تفعيل هذه المعايير. “.

وقالت إن من التحديات أيضا، ما يتعلق بتمثل القضايا الناشئة والمستجدة، الأمر الذي يطرح سؤال رصد هذه القضايا وحماية حقوق الإنسان في سياقها، كالتغيرات المناخية والفضاء الرقمي، ومن حيث إعمال الحلول الملاءمة لها بما يضمن حماية حقوق الإنسان والنهوض بها.

وذكرت السيدة بوعياش أن الجلسة الافتتاحية لهذه المناظرة تميزت برسالة ملكية سامية ترجمت ليس فقط إرادة راسخة من أعلى سلطة في هرم الدولة المغربية بالالتزام بل إعمال حقوق الإنسان، وطرحت الإشكالات الكبرى، العابرة للحدود التي مازالت تعترض التمتع الفعلي بالحقوق، وأكدت على دور دول الجنوب في بلورة مقاربات وممارسات تمنح حلولا مبتكرة لإعمال مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وغيره من المواثيق الدولية”.

لقد شكلت هاته المناظرة الدولية، التي نظمت على مدى يومين، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، احتفاء بالذكرى الـ 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فرصة لمساءلة قدرة الإنسانية على تجاوز حدودها لبناء صرح مشترك تغذيه المسارات الوطنية المتنوعة، بعمق أكاديمي وفكري، يوظف التحليل لفهم التحديات التقليدية والطارئة ضمن سياق يخضع للتأثيرات المتعددة للعولمة وللتعبيرات الثقافية المحلية والوطنية.

وجوه معربية وأجنبية حضرت في الجلسة الافتتاحية لهذه المناظرة الدولية:

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا