
بسمة نسائية/ اصواتهن
السعادة ليست مفهوما ثابتا، لأن السعادة إحساس يتغير حسب الأحداث والمراحل والزمان و المكان كذلك لهما دور كبير في استشعار السعادة..
بقدر ما تتغير متطلباتنا في الحياة بقدر ما يتغير مفهومنا للسعادة، قد تسعدك في مرحلة من حياتك أشياء اقتنيتها بالمال وقد لا تدرك حينها قيمة السعادة التي تمنحك إياها المشاعر والأحاسيس الصادقة تجاهك..
فغالبا ما لا نعرف قيمة الأشياء إلا عندما نفقدها!
النجاح في الحياة قد يكون مطلبا لتحقيق السعادة وقد تكون المتعة في البحث عن السعادة سعادة في حد ذاتها.
اجتماعات العائلة قد تشكل روتينا في مرحلة من حياتك، لكن عندما تُفتح صفحة الغيابات سواء كانت اختيارية أو اضطرارية، إما بسبب المرض أو الوفاة أو حتى خلاف بين الأفراد؛ يصير مجرّد تحقيق تلك اللّمّة البسيطة هو قمة السعادة!
أسباب سعادتنا اليوم قد تصير مسببات لتعاستنا غدا والأمثلة كثيرة جدا في هذا الباب، بل يكفي أن ننظر لحياتنا بين الأمس و اليوم، لنعي جيّدا أن سقف توقعاتنا في الحياة ارتفع منسوبه في مجالات على حساب انخفاضه في مجالات أخرى، كذلك هو الشأن بالنسبة لمفهوم السعادة.
قبل كورونا كان و لا يزال لكل منا هدف مختلف لتحقيق السعادة، وبعد مرور هذا الوباء اللعين من ديارنا صرنا نتفق جميعا على أن مجرد العودة لحياة طبيعية، حياة ما قبل كورونا، صار مطلبا يحقق السعادة الجماعية والباقي يصير أحيانا مجرد تفاصيل.
هناك مثلا من يعتقد أن المال أو الصيت مصدر سعادة في حين أن من لا يملك الصحة وراحة البال يعتبرهما قمّة السعادة…وهلم جرّا..
بل هناك أيضا من لا يعير اعتبارا لكل هذا وذاك وينهل من الروحانيات ليبحث عن السعادة، ويصير أقصى مطلب له في الحياة هو أن يرضى عنه المولى عزّ وجل وذلك مهما كانت ظروفه الدنيوية…
لكلٍّ منا ظروفه ورؤيته للحياة، وذلك انطلاقا من الزاوية التي يرى منها شعاع النور الذي يضيء طريقه!
الحمد لله على نعمة الاختلاف، فرجاءً ألا يحاول أحد منا أن يفرض على الآخر النظر بعينيه للأمور، لأن الله خلق لكل منا بصره أو بصيرته على قصرهما أو عمقهما..
فهذا الاختلاف الصغير في الشكل والعميق في المعنى والتداعيات، هو الذي يصنع كونا متكاملا و ليس كاملا!