الصحافية فاطمة الحساني رئيسة مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة:الإعلام منحني القوة والجرأة والسياسة مكنتني من المساهمة في التغيير

عن سيدتي- نت
سميرة مغداد
فاطمة الحساني إعلامية مغربية درست العلوم السياسية وعلوم الإدارة، التحقت بوكالة المغرب العربي للأنباء منذ أواخر الثمانينات ومارست مهامها كصحافية بتميز لمدة تزيد عن العشرين عاماً، كما شغلت مهمة نائبة رئيس نقابة الصحافة الوطنية، ثم انخرطت في العمل الجمعوي والسياسي لتصبح حاليا رئيسة جهة طنجة تطوان الحسيمة، وهو منصب إداري وسياسي هام تساهم فيه بتدبير وإدارة الشأن العام في المغرب.
هي ابنة مدينة وزان، ساقتها الدراسة إلى الرباط العاصمة يحذوها طموح كبير لتحقيق ذاتها، فانخرطت بجدية في العمل الصحافي والعمل الجمعوي.
ومع مرور الأيام ومراكمة تجربة مهنية متميزة في العمل الصحافي،ارتأت إن تكون فاعلة أكثر في مجتمعها، فأسست جمعية للنهوض بمدينتها وزان، لكنها لاحظت أن تحقيق المطالب وتفعيلها كما تقول دائما، يستدعي أحيانا أداة أخرى أكثر فعالية، وهي السياسة، لذلك قررت خوض غمارها والتحقت بحزب الأصالة والمعاصرة لتأطير نفسها أكثر ولأنه الحزب الذي استوعب رغبتها وأهدافها للنهوض بالمناطق الهشة والعالم القروي.

تقول لسيدتي نت عن إكراهات عملها اليومي كرئيسة لجهة طنجة تطوان:
تختلف الإكراهات من يوم لآخر، لكن لعل أهم إكراه لصيق بحياتي اليومية، هو كوني أتنقل يوميا من مقر سكناي بالرباط، نحو مقر العمل بمجلس الجهة بطنجة، لأكون قريبة من هموم الساكنة، وان كان القطار الفائق السرعة “تي جي في” قد قرب المسافة حاليا، هناك ضغط الوظيفة، وهو أكبر مما يتخيله المواطن. و أتفهم إنتظارات المواطنين، لكن، وكما يعرف الجميع فأنا توليت منصب هذه المسؤولية الكبيرة، على بعد سنتين فقط من انتهاء الولاية الحالية. كذلك اختصاصات الجهة بصفة عامة – الذاتية منها والمشتركة مع الدولة- تتجاوز الأربعين اختصاصا. وهناك تحديات مهمة، أضف أن جهة طنجة تطوان الحسيمة بصفة خاصة تستفرد بخصوصيات تكفي لجعل تسيير مجلسها ليست مهمة سهلة. كما أن مهمة رئيس مجلس الجهة، وإن كانت تتلخص في ضمان حسن هذا التسيير، فهي تعني بمنطق آخر قيادة مجلس تختلف الأطياف السياسية المشكلة له باختلاف طموحاتها ونظرتها للأمورالمرتبطة بتدبيرالقضايا الجهوية.
أما صلاحيات رئيس مجلس الجهة كما حددها القانون المنظم للجهات فتتجاوز العشرين صلاحية، منها ماهو مالي وإداري وتقني وحتى تنظيمي.
وعن تدبيرها لمسؤولياتها كزوجة وأم تقول:”
لن أخفيكم سرا بأن تنقلي اليومي من مقر سكناي بالرباط نحو مقر العمل بمدينة طنجة والعودة في وقت متأخر مساء، وأحيانا المبيت بطنجة بسبب إكراهات العمل، وحتى من قبل عندما كنت أشتغل كإعلامية بالرباط وعلى غرار العديد من السيدات اللواتي يعملن خارج البيت، فرض علي في وقت مبكر جداً خاصة وأن أطفالي كانوا في سن صغيرة، أن الجأ لخدمات سيدات يساعدنني على تدبير شؤون البيت لصعوبة التوفيق بينهما في آن واحد. لكن عندما أدخل للبيت، فككل الزوجات أباشر مهمتي الأسرية في أدق تفاصيلها. وبخصوص مواكبة الأبناء فاني أتقاسم الأدوار مع زوجي كباقي الأسر. ولن تفوتني الفرصة بالمناسبة للتعبير له عن امتناني العميق، لتفهمه لإكراهاتي المهنية، ومواكبته اللصيقة لشؤون الأبناء، وكل ذلك بالطبع من منطلق التضامن الأسري، وهاجس الحفاظ على السير العادي لشؤون البيت.
وعن الإعلام والسياسة تضيف قائلة:”
صراحة، أجد نفسي اليوم أكثر فأكثر في العمل السياسي، لأني أشتغل وموجودة في مركز القرار. وبالتالي يمكنني أن أساهم في التغيير. والإعلام ودون أن أنكر ذلك، خاصة مع ما تخللته تجربتي الإعلامية من ترافع نقابي، منحني بكل تواضع القوة والجرأة والنفس الطويل والحنكة لتجويد عملي الحالي. مارست الإعلام، من موقع تنوير الرأي العام والترافع عن عدد من الملفات وإن كان ضمن خط تحرير محدود، لكنه لم يفسح لي المجال للتأثير المباشر على أرض الواقع، أو لنقل أن ذلك كان سيتطلب الكثير من الوقت.
وتؤكد فاطمة لسيدتي نت في الأخير، أن عملتها الأساسية في العمل هو الصدق، بعيدًا عن أي مزايدات وتحث النساء على خوض غمار السياسة والتطلع لمراكز القرار ليكون صوتهن مسموعا أكثر ويساهمن بلمستهن الخاصة في تطوير مجتمعاتهن وقول كلمتهن.