
بقلم: فتيحة أبوزيد
إن كان لتظاهرة مونديال 2022 ميزة وحيدة فقط بالنسبة لنا، فيكفينا أنها أبرزت لنا ذلك الكنز المكنون الذي كان غائبا عن أعيننا في غياهب أوربا.. ألائك الأبطال الذين أفرغوا عواطفهم الجياشة وحبهم الأسطوري لوطنهم على مساحات الملاعب غير مبالين بإصاباتهم المتكررة ومتمسكين بالاستمرار إلى آخر المطاف.
ألائك الشجعان الذين تربعوا على قلوب الملايين في العالم…
ألائك الأبطال الذين هرعوا لرفع راية بلدهم، تاركين وراءهم كل الضغوطات وغير مبالين بالامتيازات الملوح بها من طرف الغير غير مكترثين بأية حسابات، دافعهم الوحيد “عشقهم لوطنهم”..
فتحية “لفريق الساجدين” كما أصبح يطلق عليه، الساجدين عند الفوز والساجدين أيضا عند الخسارة!!!
وتحية عالية لتلك الأمهات اللواتي أنجبن مثل هؤلاء الأبطال..
تحية لتلك الأمهات اللواتي غرسن فيهم هذا العشق لوطنهم والحفاظ على هويتهم رغم الغربة..
تحية لتلك الأمهات اللواتي ربين فيهم نقاء السريرة وعزة النفس والانفة، خصال بدت لي جلية فى البطل زياش (وأنا التي لم أكن أعلم عنه شيئا من قبل بحكم أنني لم تكن لي أية صلة في حياتي من قبل بكرة القدم)..
ذلك الشاب الذي أبهرني بأجوبته المقتضبة والدقيقة في نفس الوقت والتي تحمل أكثر من معنى، جوابه لصحفي هولندي حاول بشتى الوسائل التأثير عليه من أجل اختيار بين واحد من الفريقين (المغربي أوالهولندي) سأله: “هل ستختار فريق بلدك الأصلي أم فريق بلدك الثاني؟”.. فكان الجواب فى منتهى الايجاز والدقة “أختار أمي”.
أجوبة هذا الفتى الذي هو شعلة من الذكاء، تبارك الرحمن، تثير الانبهار، كجوابه على من سأله: ” لو رجع بك الزمن إلى الوراء، هل كنت ستلعب من أجل بلدك الأصلي أم من أجل بلدك المضيف؟”.. فكان جوابه: “لو رجع بي الزمن إلى الوراء، ما كنت لأختار أن أترك بلدي أصلا حتى لا أجيب على مثل هذا السؤال السخيف”..
مثل هذا البطل يبرز أهمية تربية الأم له وحرصها على الحفاظ على نقاء سريرته وشموخه وعزته بأصله.
على عكس ما لمسناه من آخرين. وقفوا “بين بين” ببدلة الكراكوز ولم يجرؤوا حتى بالإفصاح بنيتهم في التشجيع هل لوطنهم ام لبلد إقامتهم”.
مرة أخرى، صدق من قال الرجال مواقف و أنا أقول الرجال تربية و أصول و عزة نفس و شموخ…