انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
ثقافة وفنون

FIFM: راوية تكتب اسمها في ذاكرة المهرجان بجانب الكبار

تكريم مستحق لامرأة فنانة لا تشبه إلا نفسها

مراكش/ عزيزة حلاق

صور:زليخة

في أمسية مهيبة من أمسيات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، جرى تكريم اسمٍ مغربي اختار أن يرتقي بفنه بصمتٍ وعناد، قبل أن يجد نفسه هذا العام واقفًا على السجادة الحمراء إلى جانب كبار نجوم العالم… إنها راوية.

ظهرت على مسرح قاعة الوزراء وسط تصفيق جمهور وقف احترامًا وتقديرًا لفنانة صنعت لنفسها مسارًا متفرّدًا في المشهد الفني المغربي. استقبلها المخرج نور الدين الخماري، متحدثًا بالدارجة المغربية واصفًا إياها بصدق:

الحديث عن راوية ماشي ساهل… هي إنسانة ورمز وصديقة صدوقة. هي تجسيد للمرأة المغربية الحرة والفنانة الحقيقية.”

روى الخماري أول لقاء مهني جمعه بها، حين شاهدها في فيلم لنرجس النجار، قبل أن تتوطد علاقتهما الفنية في فيلمه كازانيغرا. وقال:

وجدت نفسي متفرجًا لا مخرجًا، لأنني استمتعت بأدائها.”

واستحضر تجربتهما الثانية في الزيرو، ليختم كلمته مؤكدًا:

راوية فنانة شجاعة نفتخر بها ونحبها. إن كان لليونان إيرين باباس، ولِمصر يسرا، فلدينا في المغرب… راوية.”

وبفرح طفولي، عانقت راوية مخرجها وتسلمت منه درع التكريم، ثم رقصت معه لحظة قصيرة لكنها عميقة، قبل أن تلقي كلمة عفوية شفافة تشبهها تمامًا:

تصفيقاتكم كالمطر نزلت عليّ في صحراء، فارتويت… شكراً لكم.”

وأضافت بامتنان كبير:

كل التقدير والاحترام للحاضرين في هذه اللمة، لتشاركوني تكريمًا من عيار ثقيل… هو تكريم مولوي لمساري المتواضع في دروب العشق الفني. ويشرفني أن أتقدم بخالص الشكر لجلالة الملك محمد السادس، وبجزيل الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ولجنود الخفاء الساهرين على استمرارية هذا المهرجان تحت راية المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.”

كبرت تجربة راوية الفنية كما يكبر الفن الحقيقي: بتراكم التفاصيل. في المسرح أولًا، حيث صقلت خامتها وأدركت معنى الوقوف أمام الجمهور بلا حواجز. ثم عبر التلفزيون، حيث لامس حضورها بيوت المغاربة. لكن السينما ظلت ملاذها الأعمق، مجالها الذي تواجه فيه الكاميرا بكل هشاشتها وقوتها في آن.

ولأن مهرجان مراكش يحتفي كل عام بالأسماء التي تُغني الفن وتُشرف صورته، جاء تكريم راوية اعترافًا مستحقًا بمسار صادق لم تساوم فيه يومًا على جودة ما تقدّم. فوجودها ضمن المكرمين هذا العام، إلى جانب نجوم عالميين مثل جودي فوستر وحسين فهمي لم يكن صدفة ولا مجاملة، بل ثمرة إصرارها على أن تُسمع صوتها وسط ضجيج كبير، وأن تمشي نحو حلمها حتى حين بدا الطريق طويلًا وموحشًا.

كانت لحظة صعودها إلى منصة التكريم أكبر من احتفال شخصي؛ كانت صورة لفنانة مغربية جعلت جمهور بلدٍ كامل يشعر بالفخر. امرأة آمنت بأن الفن وطنٌ آخر، وبيتها الأول والأخير.

اليوم، بعد هذا التكريم الرفيع، تنفتح أمام راوية مرحلة جديدة… مرحلة فنانة أصبحت جزءًا من ذاكرة المهرجان ومن سجلّ مبدعين عالميين. لكنها تظل وفية لتلك البدايات التي صنعتها: امرأة جعلت من التمثيل حياتها، ومن الفن شغفًا لا يحتاج الكثير… سوى قلب صادق لا يخاف الحلم.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا