عذرا سيدتي !!

في قصيدتها الرائعة “عفوا سيدتي” بمناسبة 8 مارس تألقت شموخا الشاعرة عائشة التاقي في مستوى الإبداع الشعري ومستوى الالتزام بالقضايا الإنسانية وعلى رأسها القضية النسائية وكشفت عن المستور وراء ما يسمى الاحتفاء العالمي للمرأة يوم 8 مارس.
القصيدة تعتبر صرخة أو ما يطلق عليه بالفرنسية pomphlet نابعة من الأحشاء في قراءتها بدون رياء ولا نفاق.
******
عذرا سيدتي..
أقبـل ثامن مارس
بهدايا الورد والنفائس
دَقَّت طبول ودفوف
في زوايا أحلام العرائس
وهتافات كنعيق النوارس:
هذا عيدكِ أقبل مُهللا
بالأماني الزائفة محمَّلاً
محافل هنا وهناك نُصِبت
في الحواضر والمداشر
أُنِّثَتْ وأُثِتَت..
اعتلاها سماسرة المنابر
هذا يمجد مدلِّلاً
وذاك يبخِّس مُعلِلا
وبين هذا وذاك
ضاعت خيوط القضية
في متاهات الخذلان والعدمية
عذرا سيدتي !!
قالوا عنك :
أنت العمر فاغتالوك
أنت الحرية فكبلوك
أنت الأمل فأحبطوك
وقالوا..
أنت نِصف الحياة
وما أنصَفوك..
أُعلِنها جَهرا سيدتي
بعد أن تعوذْتُ من الولاءات المُبَطٌَنة
أنك فوق كل الخيانات المُشَرعَنة
ستظلين نغما بتراتيل السماء
ونبضا بحروف البهاء
أنت التاريخ لأنك ميلاده
أنت الدفء لأنك شمسه
أنت النور لأنك قبسه
أنت الورد لأنك عبقه
ستظلين دوما برِقة غصن يميل ولا ينكسر
بِعِناد سحابةِ صيف لا تنهمر
عذرا سيدتي..
حروفي لا تكذب ولا تجامل
فهي من صلب نضال لا يُخاذِل:
ستظلين بشموخ الجبال
وكل عام وأنت بأحسن حال
ما دامت كل بسمة
على شفتيك إعلان احتفال..