“الزيرو كاط” رواية مغربية جديدة تغوص في أحياء كازا الشعبية

أصدر الكاتب المغربي الشاب، محمد عطى، أخيرا، باكورة أعماله الروائية تحت عنوان “الزيرو كاط” (04#).
تدور أحداث الرواية، كما يشير العنوان، بمنطقة الزيرو كاط بالدارالبيضاء (سباتة، بن مسيك، سيدي عثمان، مولاي رشيد…) عبر شخصيتي “ماكس المهندس” و”ليلى”، التقيا في قلب أحياء 04# عقب نزيف دموي غير حياتهما.
رواية مشوقة بأسلوب بسيط، تسلط الضوء على مجموعة من المشاكل الاجتماعية وتعود لتحليلها من زاوية مخالفة لما عهدناه. تسائلنا عن تلك الصورة النمطية للأحياء المهمشة، حيث تكثر الجريمة، وتدعونا لأخذ البعض من وقتنا من أجل التمعن والتجرد من كل تلك الأحكام والإنصات لغيرنا. كما تناجينا بثلة من الحوادث و الوقائع تحكيها جدران مستشفى وحيد بمنطقة آهلة بالسكان.
وبين السطور، تطرح مكانة الفن والإبداع في المجتمع للجدل، إن كان حكرا على طبقة دون أخرى أو على منطقة دون أخرى. والكل في قالب درامي لا يخلو من التشويق، تتطور فيه مكونات القصة بشكل مفاجئ وغير مألوف.
من أولى صفحات الرواية، تظهر وبشكل جلي عبارة “كيفاش نقرا كتاب وأنا ما ف جيبي لا ريال لا جوج”، التي، حسب ما صرح به الكاتب، كانت وراء كتابته لهذه الرواية فحسب اعتقاده أن أبرز ما ينفر الشباب المغربي من القراءة هو أنهم لا يجدون أنفسهم في شخصيات القصة أو أن ما يعالجه الكتاب بعيد كل البعد عن واقعهم و ثقافتهم. و بذلك يحاول تغيير نظرة الجمهور للكتاب.
وفي السياق نفسه، يضيف “إنه من اللازم والضروري أن نتحدث عن إنتاج الكتاب عوض تأليفه، خصوصا في عهد أصبحت الرقميات تشكل حيزا كبيرا من حياة المتلقي”.
وفي تناسق تام مع أفكاره، قام الكاتب بمفاجأة معجبيه الأوائل بتوصيل الرواية إلى منازلهم بشكل غير منتظر، بعد حملة تسويق رقمية على مواقع التواصل الاجتماعي. كما وفر إمكانية طلب الكتاب عبر الموقع الالكترونيwww.attaaboy.ma .
يشار إلى أن محمد عطى مهندس دولة، مستشار في التسويق الرقمي، طالب دكتوراه تخصص ذكاء إصطناعي، فاعل جمعوي بمنظمة (الكلوبل شايبرز) التابعة للمؤتمر الاقتصادي العالمي، وأحد مؤسسي مبادرة (قراكتابي) التي تهدف بالأساس إلى توعية وتشجيع الشباب على القراءة.