انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

تي جي في ………المحطة الخامسة

سلمى مختار أمانة الله

اكتفت زينب بكوة الأنترنيت التي تطل من خلالها على ما يحدث خلف أسوار عزلتها بعد أن حدت من علاقاتها الاجتماعية. فمزاجيتها وحساسية الفنانين المفرطة التي كانت تغلب على طبعها قلصت من دائرة صداقاتها ومعارفها.

– هل الألوان لغتك التي تعبرين بها نحوك؟؟

استفزها السؤال الذي وجدته ملقى بعلبة الرسائل في صفحتها الفيسبوكية وعلى غير عادتها تفقدت صفحة السائل الذي بدا من خلال صورته الوحيدة على غير قليل من وسامة وحضور قبل أن ترد:

– الألوان صمتي الذي يتحدث أكثر من لغة..

– الصمت لباس الحكماء والمتصوفة فإلى أي الفريقين تنتمين؟

– الحكمة عجوز طاعنة في العطش ارتشفت من الكؤوس المعتقة للحياة حتى ارتوت فروت، أما الصوفية فبحر لا يركب موجه من يجدف بفرشاة رسم.

– عميقة كذاك الأبيض الطافح في كل لوحاتك وأنا الجاهل بأبجدية الألوان. هل لي أن أعرف منك ما الأبيض يا سيدة الألوان؟

– هو غواية تذبح من أجلها باقي الألوان قربانا له.

– أراه بريئا من كل هذا النزيف الذي تلحقينه بي، أقصد به.

– من أنت؟

حبست أنفاسها وهي تضغط على زر الإرسال كأنها تخشى من أن يتسرب فرحها عبر مسام السؤال.

– سؤال وجودي يحتاج الرد عليه إلى زمن لم نعد نملكه.

– نملك ماضينا أم أنه لا يكفي كي نكون؟

– التهمته الذاكرة ذاك الماضي ومحظوظ من لم تصب ذاكرته بعسر هضم.

– أنا من سيصاب بعسر فهم إذا استمررت في الحديث معك.

– أعتذر سيدتي ما قصدت إزعاجك، أنسحب فورا.

وانطفأت الأيقونة الخضراء. غاظها غضبها من غضبه المفاجئ ثم قضت اليوم تترقب ظهوره لعلها تطفئ بعضا من فضولها حول من يكون هذا الشخص الذي فشلت في تجاهل انجذابها إليه.

*مقتطف من محطات سردية للكاتبة سلمى مختار أمانة الله “تي جي في”. قراءة ممتعة

 

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا