انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
ثقافة وفنون

فيلم” الست” منى زكي تخرج منتصرة من هذا الرهان

مراكش/ عزيزة حلاق

صور: عيسى الساوري

في عرض خاص موجَّه للصحفيين،  برمجته هذا الصباح ادارة مهرجان الفيلم بمراكش، بقاعة ايق سان لوغان،  بفضاء حدائق ماجوريل،، شاهدنا حصريًا الفيلم المنتظر “الست” الذي يعود ليحفر في الذاكرة الجماعية صورة الأسطورة أم كلثوم، ليس عبر بريقها المعتاد فقط، بل من خلال مناطق ظلت طويلاً طيّ الكتمان،

بعد العرض انتقلنا للندوة الصحفية، التي عقدت بحضور بطلة الفيلم منى زكي والمخرج مروان حامد وكاتب السيناريو أحمد مراد، وأدار النقاش الصحفي جمال الخنوسي. ( سنعود بالتفصيل لهذه الندوة لاحقا).

منذ اللحظة الأولى للعرض، شدّت منى زكي انتباه المشاهد وتفوّقت في التحدي الذي وضعته أمام نفسها: كيف يمكن تجسيد شخصية أيقونية بحجم أم كلثوم دون السقوط في فخ التقليد أو النسخ؟ لقد نجحت في تقديم روح الأسطورة قبل صورتها، فجعلتنا لا ننشغل كثيرًا بالشكل الخارجي، رغم أن فريق العمل بذل جهدًا واضحًا في تقريب الملامح إلى حدّ معقول. ما سيطر على الشاشة كان قوة تعابيرها، دقة انفعالاتها، وتماهيها التام مع كل مقام ونبرة. بدا الأداء وكأنه ترجمة حسية لطبقات أم كلثوم العاطفية، أكثر منه محاولة لتقليد صوت أو هيئة.

لم يأتِ الفيلم ليقدّم أم كلثوم في الصورة التي ألفها الجمهور فقط؛ تلك السيدة القوية الواثقة على خشبة المسرح، بل ذهب أبعد من ذلك، ليكشف عن الوجه الآخر للمرأة الإنسانة، بكل هشاشتها وضعفها، بانفعالاتها التي تحب وتغضب وتتمرد.

نكتشف خلال الأحداث جانبًا قلّما يُسلَّط عليه الضوء: دورها في تأسيس مجلة أسندت ادارتها  للصحفي المصري الكبير محمد التابعي، وكتابتها لمقالات اجتماعية تخص المرأة والمجتمع.

كما يفرد العمل مساحة للعلاقة العاطفية التي ربطتها بالملك فاروق، علاقة كانت قريبة من التتويج بالارتباط الرسمي لولا رفض الملكة الأم، لتظل صفحة خفية في حياتها الخاصة.

ومن بين المشاهد الأكثر تأثيرًا، تلك اللحظة التي تجلس فيها أم كلثوم أمام الطبيب الذي سيصبح لاحقًا زوجها، لنراها في مواجهة خبر مفاجئ: إصابتها بمشكل في الغدة الدرقية واحتمال وجود ورم قد يهدد أحبالها الصوتية، ويستوجب عملية جراحية دقيقة. كانت لحظة فارقة، اختيارًا بين حياتها وصوتها، لكنها واجهت الصدمة بإيمان وقوة داخلية، واستطاعت أن تمتص وقع الخبر، وتتابع حياتها الفنية والإنسانية بصلابةٍ لافتة.

الفيلم جاء ليس ليقدّم تلك الصورة التي التصقت بها، أم كلثوم القوية والواثقة على المسرح فحسب، بل أيضا ليكشف عن الوجه الآخر للمرأة الانسانة بضعفها وهشاشتها، تحب تغضب، وتتمرد. اكتشفنا، دورها في تأسيس مجلة يديرها الصحفي المصري الكبير محمد التابعي، وكانت تكتب مقالات تحمل خواطر شخصية، تخص المجتمع والمرأة.

اكتشفنها العلاقة العاطفية التي ربطتها بالملك فاروق، علاقة كادت أن تنتهي بالارتباط لولا رفض الملكة الأم.

من المشاهد القوية والمؤثرة، لحظة جلوسها أمام الطبيب الذي سيصبح زوجها، وهو في حالة قلق وعرق…ليصارحها بالغدة الدرقية واحتمال وجود ورم قد يؤثر على أحبالها الصوتية، يستوجب عملية جراحية. كانت لحظة فارقة، اختيارًا بين حياتها وصوتها، لكنها واجهت الصدمة بإيمان وقوة داخلية، واستطاعت أن تمتص وقع الخبر، وتتابع حياتها الفنية والإنسانية بصلابةٍ لافتة.

المخرج اختار بناءً بصريًا ذكيًا، يتنقّل بسلاسة بين الأبيض والأسود في بداية الفيلم ونهايته، في إحالة شاعرية إلى زمن أم كلثوم وفضاءاتها الأولى، ثم عودتها إلى حقيقتها كرمز خالد. هذا الانتقال اللوني لم يكن زخرفيًا، بل جاء كجسر بين الماضي والحاضر، بين الأسطورة والإنسانة.

ورغم امتداد الفيلم لما يقارب ثلاث ساعات، إلا أنه لم يكن مملاً. الإيقاع ظل متماسكًا، والمشاهد محكمة، والأداء الاستثنائي لمنى زكي كان كافيًا ليبقي الجمهور مشدودًا حتى النهاية.

لقد نجح الفيلم في القبض على روح أم كلثوم قبل صورتها، وفي استحضار إنسانيتها قبل أسطورتها.

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا