2025 FIFM يحتفي بالفنانة راوية بجانب نجوم عالمية

تكريم راوية إلى جانب جودي فوستر وغييرمو ديل تورو وحسين فهمي

هل تستحق راوية التكريم في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش؟

سؤال عنون به الناقد السينمائي فؤاد زويريق تعليقه على خبر تكريم الفنانة المغربية ضمن أسماء سينمائية عالمية في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وكان جوابه:

تأتي لحظة تكريم الفنانة المغربية الكبيرة فاطمة هراندي (راوية) في الدورة المقبلة لأهم وأكبر مهرجان سينمائي بالمغرب، كاعترافٍ مستحق بمسارٍ فني متفرّد، استطاعت خلاله أن تخلق لنفسها حضوراً لا يشبه أحداً، حضوراً يستند إلى تجربة ممتدة لعقود، تنقلت خلالها بين المسرح والتلفزيون والسينما.

بدأت راوية مسارها السينمائي في تسعينيات القرن الماضي بمبادرة من المنتج والمخرج محمد عبازي، الذي أشركها في فيلمه كنوز الأطلس سنة 1997. ومنذ ذلك الحين، رسمت لنفسها طريقاً خاصاً، غنياً بتجارب متنوعة محلياً وعربياً ودولياً.

تتميز راوية بصدق التعبير وعمق الإحساس، تعزز حضورها ببساطة الأداء وعفويته، فهي فنانة لا تلهث وراء النجومية، بل تنحت حضورها بهدوء وثبات. لم تُخلق لتكون “نجمة”، بل صقلت لتكون “ممثلة حقيقية”.

يقول زويريق: “هي فنانة مناضلة تحاصرها إيديولوجية الفن المستحدث المبني على التفاهة والبهرجة، الذي يقيس القيمة بعدد المتابعين لا بصدق الأداء، لكنها رغم ذلك تصمد، وتواصل بثبات الكبار.”

راوية تدرك أن السينما ليست مجالاً لتأكيد الشهرة أو للبحث عن بريقٍ مصطنع، بل فضاء لصناعة الأثر واختبار الصدق والموهبة. لذلك يأتي تكريمها اليوم ليحتفي بمسارٍ ظل وفياً لجوهره، متزناً ومتسقاً مع ذاته، وممتداً نحو آفاقٍ جديدة من الإبداع الصادق.

وقد لقي خبر تكريم راوية ترحيباً واسعاً داخل الأوساط الفنية، حيث اعتبر كثيرون أنه اختيار موفق واعتراف تأخر كثيراً، بالنظر إلى المكانة التي تحتلها كأحد أبرز الوجوه النسائية في السينما المغربية خلال العقود الأخيرة.

وبجانبها، يكرّم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الثانية والعشرين (من 28 نونبر إلى 6 دجنبر 2025) أربع شخصيات بارزة في عالم السينما: الممثلة والمخرجة الأمريكية جودي فوستر، والمخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو الحائز على الأوسكار، والممثل المصري حسين فهمي.

و يواصل المهرجان بهذا التقليد تكريم أسماء عالمية تركت بصمتها في تاريخ السينما، تجسيداً لحيوية هذا الفن وقدرته على الإلهام والتقريب بين الثقافات.

 

Exit mobile version