صدحت أصوات عشر مخرجات إفريقيات شابات بفخر وحماس، وهنّ يقدمن باكورة أفلامهن القصيرة المنجزة ضمن إقامة “أيوا” (African Young Women in Action) التي احتضنتها مؤسسة تمايز للسينما بشراكة مع اليونسكو.
على مدى ستة أسابيع، توزّع العمل بين الرباط والدار البيضاء ومراكش، في تجربة غير مسبوقة أتاحت لهؤلاء المبدعات خوض كل مراحل صناعة الفيلم من الكتابة إلى ما بعد الإنتاج، تحت إشراف المخرج المغربي هشام العسري، وبدعم من رئيسة المؤسسة لمياء الشرايبي.
كان حفل الاختتام، الذي احتضنه فضاء الخزانة السينمائية، وافتُتح بكلمات الترحيب الدافئة من السيدة المديرة المخرجة نرجس النجار، مناسبةً لاستعراض حصيلة هذه المغامرة الفنية. عشرة أفلام قصيرة حملت بصماتٍ من القارة الإفريقية، برؤى نسائية متعدّدة، التقت جميعها عند الهمّ المشترك: رواية الذات وتحرير الصورة.
من بين المشاركات، لفتت الأنظار المخرجة المغربية وصال الجابري التي مثّلت المغرب إلى جانب مخرجة مصرية وتسع إفريقيات من مناطق مختلفة. التقين جميعًا داخل فضاء العمل Cool Center (مركز النداء)، حيث اشتغلن على فكرة رمزية تمزج بين قصصهن وتجاربهن الشخصية وخصوصيات كل واحدة، في مشهد فني جمع بين التحدي والتضامن.
العرض كان احتفالية حقيقية بالسينما الإفريقية الجديدة، تلك التي تكتبها النساء من زواياهن الخاصة، وتعيد تشكيل ملامح القارة بلغة بصرية جريئة وإنسانية.
وبين تصفيقات الجمهور ونقاشات ما بعد العرض في حفل عشاء، وفي فضاء يليق بالحدث (الخزانة السينمائية)، بدا واضحًا أن “أيوا” لم تكن مجرد إقامة فنية، بل ورشة حياة ونقطة انطلاق لأصوات واعدة.
كما قالت لمياء الشرايبي في كلمتها: “أيوا ليست إقامة فنية فحسب، بل منصة لاكتشاف طاقات جديدة وبناء جسور بين المواهب الإفريقية. نحن الأجدر برواية قصصنا”.
أما هشام العسري، الذي ساهم أيضا كممثل في هذا الفيلم، حيث جسد دور مدير ” مركز النداء”، فاعتبر التجربة “دليلًا على أن سينما إفريقية أخرى ممكنة، جريئة وطموحة وإنسانية”.
اختُتم اللقاء وسط أجواء من الفخر والحماس، ورسالة واحدة ترددت على الألسن:
.إفريقيا، حين تصوّر ذاتها بعيون نسائها، تمنح العالم سينما مختلفة.
