انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
ثقافة وفنون

“دار الميمة”: من لغة فيكتور هيغو إلى لغة الضاد

بقلم: مريم أبوري

صور: زليخة

احتضنت المكتبة الوسائطية لقاءً أدبيًا مميزًا حول رواية دار الميمة، وهي سيرة ذاتية مترجمة عن النص الأصلي باللغة الفرنسية للكاتب المغربي محمد العروصي. وقد صدر النص المترجم عن منشورات الحداد، بترجمة رشيقة وجميلة أنجزها الكاتب والمترجم المغربي محمد صوف، المعروف بقلمه الراقي وحسّه اللغوي العالي.

المترجم صوف تحدث عن علاقته بالنص قائلاً إنه ترجم العمل بـ”الكانة”، في إشارة إلى الحميمية والجهد اليدوي المباشر في الترجمة. شدته رهبة النص منذ مقدمته، فانخرط فيه بوجدانه، وقرأه كما لو كان مكتوبًا بالعربية، فجاءت الترجمة بسلاسة جعلت الكاتب نفسه – محمد العروصي – يثني عليها، مؤكدًا أنه تذوّق النص العربي بطعم مختلف، فاحتفى به أكثر من النص الأصلي بالفرنسية.

خلال الندوة، وصف الكاتب المغربي عبد النبي دشين، الذي سير اللقاء، الرواية بأنها عمل يُمجّد الذاكرة، ذاكرة تُكتب غالبًا بالفوضى، الانتقاء، وتدفق الذكريات المتراكمة، التي تطبع قلم السارد بسيلٍ من التفاصيل والعاطفة.

وقد اعتبر الكاتب نفسه أن دار الميمة شكّلت له نوعًا من العلاج النفسي (une thérapie)، بعد رحيل “الميمة”، ودخوله في نوبة من الانهيار والاكتئاب، رغم ما يُعرف عنه من قوة الشخصية. حملته الكتابة في هذا السياق إلى إخراج نص تكريمي، يخلّد ذكرى الأم والأب والعائلة والجيران والأماكن التي طبعت حياته. كتب النص بصعوبة نفسية كبيرة، وأعاد عيش نفس المشاعر وهو يقرأ الترجمة العربية.

دار الميمة هي إذًا محاولة للتحرر من ثقل الوجع، وبوحٌ بسيرة أم تتقاطع مع سيرة الأب، وتوثيقٌ لتحوّلات الاسم والذاكرة: من “دارنا” كما كان يسميها الأبناء، إلى “دار باسيدي” في لسان الأحفاد، ثم “دار الميمة” بعد وفاة الجدة.

الرواية تروي سيرة ذاتية يتحوّل فيها السارد إلى أحد شخوصها، محاولًا الحفاظ على مسافة الحياد، لكنه سرعان ما يتماهى مع بطله، تمامًا كما تماهى المترجم مع النص، ليجد نفسه، هو الآخر، جزءًا من هذا العالم الذي حملته الترجمة إلى اللغة العربية.

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا