شارلي  وأونا … حين يلتقي النضج بالبراءة في حضن الحب

صورة التقطت لهما عام 1943، في أولى سنوات الزواج، تفيض بالعشق والانسجام. وصورة أخرى في أواخر حياة شابلن، تُظهر وفاء أونا وحنانها، وهي تمسك بيد شارلي وترافقه حتى آخر نفس… كانت الحبيبة، والأم، والممرضة، والسند.

ليست كل قصص الحب تبدأ في ربيع العمر، ولا تشترط القلوب توقيتًا معينًا لتخفق وتشتعل. هذا ما تثبته لنا واحدة من أجمل وأصدق قصص الحب التي يجب أن تروى، بطلها الفنان العالمي شارلي شابلن، الذي قابل حب حياته أونا أونيل وهو في الـ53 من عمره، بينما لم تكن هي قد تجاوزت الـ17 بعد.

كانت أونا، وهي ابنة الكاتب المسرحي الشهير يوجين أونيل، قد بدأت خطواتها الأولى في عالم التمثيل، حين التقت بشابلن. وفي لحظة فارقة، أدرك كل منهما أنه وجد نصفه الآخر. لم تكن هذه العلاقة سهلة في بدايتها، فقد رفض والدا أونا هذه الزيجة بسبب فارق السن الكبير، لكن شارلي لم يكن ليسمح للحب أن يُهزم بسهولة. انتظر حتى أتمّت أونا عامها الثامن عشر، ويوم عيد ميلادها بالضبط، تزوجها سنة 1943، وبدآ معًا رحلة عمر امتدت 34 عامًا، حتى وفاته في عام 1977.

وكان هذا الزواج هو الرابع في حياة شابلن، لكنه كان بالتأكيد الأخير، والأعمق، والأصدق. زواج أنهى مرحلة من التنقل العاطفي، وفتح له باب الاستقرار والسكينة.

حين قرر شابلن الزواج من أونا التي تصغره ب30 سنة، قال لها بتلك العفوية التي عُرف بها:

“تزوجيني لأعلمكِ كيف تعيشين، وتعلميني كيف أموت.”

لكنها فاجأته بجواب يحمل نضجًا يفوق عمرها:

“لا يا شارلي، سأتزوجك لأتعلم كيف أنضج، وأعلمك كيف تبقى شابًا حتى النهاية.”

كان زواجًا استثنائيًا في كل تفاصيله، جمع بين عبقرية رجل أسعد العالم بأفلامه الصامتة، وبراءة شابة وجدت فيه المعلم والرفيق والحبيب.

أنجبا ثمانية أطفال، وبنيا بيتًا مليئًا بالحب والدفء، بعيدًا عن ضوضاء هوليوود وأضواء الشهرة.

رحل شابلن عن عمر يناهز 88 سنة، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا خالداً، وقصة حب ألهمت الملايين.

إنها قصة حب تُروى بالفعل…

قصة لا تتكرر، تثبت أن الحب لا يقاس بالسنين، بل بالحضور، بالعطاء، وبالوفاء حتى النهاية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Exit mobile version