انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

” ما هذا الذي يقع باسم الحب ؟ أهكذا يكون الحب؟ “..

عزيزة حلاق

في الوقت الذي لم نستفق فيه بعد، من خبر الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها طالبة مصرية، اسمها نيرة أشرف، لا يتعدى عمرها 20 سنة، على يد طالب وزميل لها في نفس الكلية، عمد إلى ذبحها أمام جامعة المنصورة، يقال إنه أحبها لكنها لم تبادله مشاعر الحب كما كان يرغب، انتشر خبر جريمة مماثلة وقعت بالأردن داخل الحرم الجامعي أيضا، حيث قتلت طالبة  اسمها إيمان إرشيد، على يد زميل لها بعيارات نارية.

الخبران تناولته جل الصحف و المنصات الإعلامية العربية، وتصدر التريند، على مواقع التواصل الاجتماعية، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن صورة إيمان إرشيد، مستنكرين فظاعة الجريمة، مع ربطهم الجريمة بحادثة الطالبة المصرية نيرة أشرف التي قتلت بآلة حادة، مع مطالبتهم بإنزال أقصى العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم.

رواد المواقع الاجتماعية، تداولوا صورة لتهديد تلقته طالبة جامعة العلوم التطبيقية في العاصمة الأردنية عمان، عبر تطبيق “أنستغرام”، يهددها فيها الشاب ليلتها، بالقتل عبر ميساج على غرار الطالبة المصرية نيرة أشرف. وكتب لها :” بكرة اجي أحكي معاك، وإذا ما قبلتي راح أقتلك مثل ما المصري قتل البنت اليوم”.

الجريمتان، اللتان وقعتا حسب ما راج، بدافع الانتقام، ونحن في سنة 2022، ذكرتني بحادثة لا تقل مأساوية لما حدث للطالبتين، كانت ضحيتها تلميذة جميلة مغربية  لقّبها كثيرون بـ”أشهر محروقة في المغرب” وهي مليكة السرساري التي أحرقت انتقاماً في خريف عام 1994 عندما همت بالخروج من مدرستها في العاصمة الرباط، ليفاجئها شاب رفضت الاقتران به، بقنينة بنزين وقداحة، ويشعل النار في جسدها علناً.

الحادثة عشت تفاصيلها، وتابعتها وكتبت عنها ساعتها في ” جريدة أنوال”، ولن أنسى لحظة الزيارة التي قمت بها رفقة محاميها، بمستشفى محمد الخامس بمدينة مكناس، انهرت تماما أمام صورة مليكة ممدة على سرير بجسد لف بالكامل، برداء من الضمادات المعقمة  وبالجبس، وكأنها شبح.

مليكة لم تمت ساعتها، لكنها وكما قالت لاحقا وبعد سنوات،  عبر صفحتها الفيسبوكية، إنها منذ الحادث  المأساوي الذي حطم حياتها وهي تموت بالتقسيط.

شيء محزن ومؤسف ومؤلم، ما جرى لمليكة بالمغرب قبل سنوات، وما وقع اليوم، لنيرة بمصر وإيمان بالأردن، جرائم بعنوان الانتقام باسم الحب، جرائم تثير الكثير من التساؤلات..

في تحليل نفسي لما وقع للطالبة المصرية، قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، عبر مداخلة في برنامج “90 دقيقة”، إن مرتكب الجريمة شعر بالإهانة بعد رفض المجني عليها الزواج منه أكثر من مرة وحظره على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي.

ولنا أن نتساءل بعد الذي جرى لضحايا هذا النوع من الحب:” ما هذا الذي يقع باسم الحب؟ أهكذا يكون الحب؟ “.

أسئلة معقدة تطرح…واستفهامات كبرى تنتظر أجوبة..

لماذا تقع هذه النوعية من الجرائم في مجتمعاتنا العربية؟ ولماذا وصلنا إلى هذا المستوى أخلاقيا و سلوكيا وفكريا؟ وهل لذلك علاقة بالثقافة والدين والأعرف أوبتردي القيم؟ و لعل السؤال  الخطير هو لماذا نجد من يبرر هذه الجرائم البشعة؟ بل وهناك من يشجع عليها.. ولنا في التعليقات دليل..

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا