- بقلم سلمى مختار أمانة الله
- نمارس لعبة شذب لأحاسيس من جديد، كي تليق بأصوات الزعيق المتناصلة… هذه الحرفة الجديدة القديمة التي نتزاحم جميعنا لجني مكاسبها المضمونة..
- حتى صوت الموت وفواجعه أصبحت تلتقط بمهنية عالية، لا تفاصيل تنجو منها، طبعا علينا استهلاك المشهد حتى آخر لقمة، ثم لا نكتفي، نشعر بالجوع، نجبر بشراهة المحرك على البحث على المزيد من الصور، على المزيد من الفيديوهات .. مؤسف أن لا أحد من الضحايا صور نفسه وهو يواجه السيل،،، أعزل إلا من غريزة البقاء، صور نفسه والموت ينحشر ببطء في جوفه محملا بما جرفه السيل… تصوروا معي كم كان سيكون ذلك رائعا كم سيحقق من نسبة مشاهدة بل كيف سيطوف العالم بأسره لنسوق بما يليق فعلا بنا…
- كيف خذلت أيها الماء المقدس عطش الآبار والسواقي والعيون لتحلً بملعبنا غصة مكتملة الوجع، هل توهمت أنك بسيلك الجارف ستقط الغشاوة عنا؟! ستخرجنا من كهف التقاعس والجهل والتخلف ؟! مخطئ أنت أيها الموت فما لا تدركه ويستعصي على فهمك أننا قوم عاجزون حتى على الإنصات لصراخنا…
- سنندد قليلا..نغضب بعض الشئ .. ثم سرعان ما سنخبو كقرص فوار أذابه قليل من ماء، لا خير فينا لا خير فينا لا خير فينا أقولها بعلو صوت سرعان ما سيخبو…