كما كان الوعد في اختتام الدورة الثالثة لمهرجان سينما الشاطيء سيني – بلاج الهرهورة، الدورة الرابعة سوف تكون دولية، ويظهر الانفتاح على الدولية هذه السنة في تشكيلة لجنة التحكيم والضيوف والتكريمات وتلك ماهي إلا البداية، فيما تبقى البرمجة هذه الدورة مغربية.
إذ تتنافس ستة أفلام مغربية على حوريات المهرجان الذهبية. لكن رئاسة لجنة التحكيم سوف تكون مغربية وأوكلت لشخصية حقوقية وأحد أوجه الثقافة والعمل الجمعوي، الكاتب والشاعر صلاح الوديع الذي كان من المؤسسين للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف إضافة إلى اشتغاله في الإعلام من خلال إعداد وتقديم برنامج “لحظة شعر” على القناة الثانية… دون أن ننسى اهتمامه الأول أي الكتابة من خلال إصدار ديوانين شعريين “جراح الصدر العاري” و”لازال في القلب شيء يستحق الانتباه” ورواية ناجحة بعنوان “العريس”. ..كما ولج عالم السياسة لفترة قصيرة.
الاسم الثاني في اللائحة جزائري وهو أحد المؤسسين للسينما الجزائرية، المخرج أحمد الراشدي الذي يزخر رصيده السينمائي بأكثر من عشرة أفلام طويلة راكمها خلال مسيرة تفوق نصف قرن لعل أبرزها “الأفيون والعيال و”تحيا الجزائر” و”فجر المعذبين”… أفلام طرحت مواضيع تقارب الثورة الجزائرية برؤية سينمائية ثاقبة. كما شارك كمنتج في إنتاج أفلام ك ” العصفور” للراحل يوسف شاهين و”زاد” لكوستا غافراس.
وتننظم إلى لجنة التحكيم أيقونة المسرح و السينما التونسيين فاطمة بن سعيدان والتي تعاملت مع جُلِّ إن لم نقل كل المخرجين التونسيين سواء في الركح أو أمام الكاميرا، بدءً من فاضل الجعايبي وانتهاءً برفيقة درب هذا الأخير سلمى بكار، مرورا بفريد بوغدير ونوري بوزيد ومنصف الذويب ومفيدة التلاتلي وكريم طرايدية وغيرهم. بل إنها تعدت الحدود التونسية لتشتغل في أعمال خارج تونس من بينها “كيد النسا” لفريدة بنليزيد. ومن أهم أعمالها “عصفور السطح” و “يا سلطان المدينة و”صمت القصور” و”آخر فيلم” وغيرها من الأعمال الوازنة.
ويمثل مصر في لجنة التحكيم الكاتب والناقد ورئيس مهرجان الإسكندرية أمير أباظة ومؤلف كتاب “محمد عبد الوهاب، النهر الخالد”.
ايطاليا ممثلة بدورها في هذه اللجنة في شخص الممثلة الإيطالية ماريزيا تاديشي التي تحفل فيلموغرافيتها بأزيد من عشرة أفلام ليست إيطالية فحسب بل ألمانية وفرنسية وهولندية لكونها تتحدث بطلاقة اللغة الألمانية و الإنجليزية والفرنسية. لكن أهم أدوارها يبقى في فيلم “الخبز الحافي” للمخرج الجزائري رشيد بنحاج والذي فازت به بعدة جوائز دولية.
من بوركينا فاصو يأتينا السيناريست والمخرج و المنتج عمر دانيون، الكاتب العام للجمعية البوركنابية لسينما التحريك و مخرج أزيد من ستة أفلام طويلة كان آخرها ” النفس الأخير”.
وتقفل لائحة لجنة التحكيم أيقونة أخرى في عالم التشخيص. يتعلق الأمر بواحدة من أهم المشخصات ببلادنا، وجه سينمائي بامتياز وطاقة جبارة في تقمص أشد الادوار صعوبة ز الفنانة النادرة فاطمة هراندي، المعروفة باسم “راوية” والتي تألقت في أدوار خالدة في “كازانيكرا ” لنور الدين لخماري و”العيون الجافة” لنرجس النجار و”مسافة ميل بحذائي” لسعيد خلاف وغيرها من الأدوار التي حازت بها على جوائز وطنية ودولية.
هاتة اللجنة سوف تكون أمام خيارات صعبة إذ عليها الحكم على ستة أفلام مغربية وهي “امباركة” لمحمد زين الدين و”طفح الكيل” لمحسن البصري و”الميمات الثلاث” لسعد الشرايبي و”نديرة” لكمال كمال و “انديكو” لسلمى بركاش و”نعيمة وأولادها” لأوليفيي كوسماك وهو إنتاج مغربي/فرنسي. وستوزع أربعة جوائز فقط : جائزتا التشخيص في صنفي الذكور والإناث وجائزة أحسن سيناريو والجائزة الكبرى أو “حورية بحر الهرهورة”. بالإضافة إلى جائزة الجمهور.