مؤسسة Yves Rocher تتوج ثلاث مغربيات في مسابقة “أرض النساء” بمراكش

مونيا السعيدي

 

توجت مؤسسة Yves Rocher الفرنسية، بمراكش ثلاث نساء مغربيات بجوائز تتراوح قيمتها ما بين 2000 و5000 أورو، خلال الدورة العاشرة لجائزة “أرض النساء”، نظير مشاريعهن المتميزة والنموذجية والخدمات التي قمن بها لحماية البيئة. وتهدف هذه الجائزة، التي أحدثت سنة2001 إلى تشجيع النساء العاملات على المحافظة على البيئة وإبراز مدى التزامهن في هذا الميدان عبر الأنشطة التي يضطلعن بها، والتي يمكن اعتبارها نماذج يمكن الاقتداء بها لحماية الأرض من كل أشكال الاستغلال المفرط وغير المشروع.

حصلت نوال ابن الفاضيل على الجائزة الأولى في مسابقة أرض النساء، المقدمة من مؤسسة إيف روشي، بمنحة 5000 أورو، عن مشروعها الزراعة بدون تربة، بمديونة، وهو مشروع يحمي البيئة ومدر للدخل، فضلا عن أنها الوحيدة التي تستخدم هذا النوع الجديد من الزراعة والري في عمالة مديونة، وهي أول مزرعة حديثة تطور نشاطها في هذا الإطار التعاوني.

وأكدت نوال لـ “بسمة” أنها تعمل من خلال جمعيتها، على تمكين النساء المعوزات من الولوج إلى سوق العمل، كما قامت بتطوير مشاريع إدارة الفضاءات الصغيرة وإنشاء حدائق منزلية من خلال استعادة ومعالجة مياه الصرف الصحي ودون استعمال ما يلوث البيئة. وعبرت عن سعادتها بفوزها بالجائزة، لأنها ستسمح للجمعية بالظهور أمام العالم، وستتمكن هي من تقديم تجربتها، كما أن الجائزة ستساعدها على تطوير المشروع، ومن ثمة إنشاء وحدة للزراعة الإيكولوجية، لتكثيف محاصيل الخضروات والأعشاب العطرية، ما بخلق فرص شغل أكثر في القرى والأرياف.

أما الفائزة الثانية، بمنحة 3000 أورو، فكانت هي مليكة مويلك، من دوار لكمامطة بتارودانت، عن مشروعها ضيعة بيولوجية تمارس فيها الزراعة العضوية والصحية من أجل الحفاظ على التربة. وأكدت لنا مليكة أنها تعتمد على التسميد بطريقة طبيعية، ومحاربة رش الحشرات بالمبيدات وتعويضها بالصابون البلدي والرماد أو القراص أي الحريكة، إلى جانب تشغيل 30 امرأة بشكل موسمي، واعتبرت أن الجائزة تحفيز مادي ومعنوي كبيرين، لأنها ستساعد على تثمين المنتجات الحالية من خلال البيع المباشر، وزراعة النباتات العطرية والطبية، بالإضافة إلى الأركان، وتقليل استهلاك المياه، وتقديم المزيد من فرص العمل للنساء بقريتها.

وقالت إن فكرة المشروع بدأت في عام 2006، بعد أن حضرت العديد من الاجتماعات مع جمعيات نشيطة في الزراعة العضوية، وكانت متأثرة بهذا المجال، وشاركت سنة 2009 في مسابقة الجامعة الخاصة بالشباب حاملي المشاريع، بعد المرافقة التي تلقتها، تمكنت من الدخول في مشروع الزراعة العضوية. وبعد مرور سنة تخصصت في مجال الاعمال الزراعية من أجل المضي قدما في مشروعها.

وعادت الجائزة الثالثة لمريم ادريسي، 52 سنة من ورززات، عن مشروع إنشاء حديقة جنان النحلة، وهي حديقة تقع في القرية التي ترعرعت فيها، وتهدف إلى إنشاء بيئة خاصة بالنحل ليتعايش ويتكاثر. وتعمل مريم إلى جانب مجموعة من النساء من أجل مساعدتهن على الحصول على خلايا نحل خاصة بهن وضمان التنوع البيولوجي في الواحة. وواجه هذا المشروع تحدي بيئي وإيكولوجي لحماية النحل الأصفر، بالموازاة مع تحسين الحياة اليومية الاجتماعية والاقتصادية للنساء اللواتي سيتم تدريبهن على تربية النحل والزراعة الايكولوجية. وقالت مريم إن هذه الجائزة منحتها مزيدا من المصداقية للجمعية، وستسمح لها أخيرا بإنشاء جزء كبير من حديقة النحل.

ومن جهته، أبرز الرئيس الشرفي لمؤسسة إيف روشي – معهد فرنسا، جاك روشيه Jacques Rocher ، الدور الذي تضطلع به هذه الجائزة التي تسعى إلى تشجيع والعمل من اجل المحافظة على التنوع البيولوجي.

جائزة النساء والأرض

تم إنشاء جائزة النساء والأرض سنة 2001 تحت قيادة جاك روشيه، الرئيس الفخري لمؤسسة «إيف روشي»، ويتم سنويا تكريم مجموعة من النساء، تشجيعا لنشاطاتهن والتزامهن بالمحافظة على البيئة.وقد كافأت حوالي 400 امرأة من 11 بلدا منظما لهذه التظاهرة. ولم تأتي هذه الجائزة لتكريم النساء بصيغة الجمع فقط، بل لتسليط الضوء على تنوعهن، عزيمتهن والتزامهن. تعمل هؤلاء النسوة محليا لتغيير العالم، على مقربة من منازلنا، في هدوء قرانا وبوادينا، وضوضاء وصخب مُدننا. يستثمرن في مناطق نائية وأحيانا موحشة، ليقمن بكل شجاعة وقوة بإنشاء مشاريع تخدم الكوكب والانسانية.

Exit mobile version