رجاء خيرات
أدانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمراكش، في ساعة متأخرة من ليلة (الثلاثاء المنصرم)، إمام مسجد بالسجن خمس سنوات، إثر تورطه في حوادث اغتصاب لفتيات قاصرات ( سبع فتيات تتراوح أعمارهن بين 7 و 12 سنة) بالجماعة القروية ستي فاضمة بإقليم الحوز (ضواحي مراكش). وقائع الحادث تعود لشهر مايو الماضي، حين فجرت إحدى ضحايا الإمام البالغة من العمر 17 سنة القضية بعد أن تقدم شاب لخطبتها، ما دفعها للهرب من بيت أسرتها خوفا من انكشاف حقيقة اغتصابها من قبل الإمام، قبل سنوات، و كان عمرها لا يتجاوز العشر سنوات آنذاك.
أثناء العثور عليها من طرف مصالح الدرك الملكي بالمنطقة، بعد شكوى تقدمت بها عائلتها، صرحت الفتاة في محضر رسمي أن الخوف هو ما دفعها للهرب من البيت بسبب اغتصاب تعرضت له قبل سبع سنوات ، من طرف إمام مسجد الدوار، لتظهر بعد ذلك ضحايا أخريات صرحن أنهن تعرضن للاغتصاب من طرف الجاني.
بعد الاستماع للضحايا و عائلاتهن، أحيل المعني بالأمر البالغ من العمر 45 سنة على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، حيث تقررت متابعته بجناية استدراج قاصرات و هتك عرضهن ما نتج عنه افتضاض بكارة.
وكان الجاني يؤم الناس للصلاة بمسجد دوار ” بيحلوان” بجماعة ستي فاضمة بإقليم الحوز لما يزيد عن 20 سنة، كما كان يلقن أطفال الدوار القرآن و بعض الدروس الدينية، ليختلي في كل مرة ببعض الفتيات و يقوم باغتصابهن.
وتعقيبا على الحكم قال عبد الإله طاطوش رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان ل ” بسمة نسائية” إن الحكم الصادر بحق الجاني شكل مفاجأة كبيرة، باعتباره حكما مخففا، حيث كان من المنتظر أن يأخذ المتهم أقسى العقوبات.
و أضاف طاطوش أن “مثل هذه الأحكام، للأسف، تشجع على ارتكاب جرائم مماثلة بحق الأطفال”، مؤكدا أن وسائل الإثبات كانت متوفرة و قوية لإدانته بأقسى العقوبات، بالإضافة إلى تصريحات الضحايا اللواتي بلغ عددهن سبع فتيات، من بينهن واحدة تم افتضاض بكارتها.
و أكد طاطوش أن الجمعية بصدد اتخاذ المتعين من أجل استئناف الحكم الذي لم يأت لصالح الضحايا.
