عزيزة حلاق
في إطار فقرة أفلام سينما المغرب، التي برمجت ضمن فعاليات الدورة 23 لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، كان جمهور مسرح محمد الخامس، ليلة الثلاثاء المنصرم، على موعد مع عرض جماهيري لفيلم “صمت الفراشات”، للمخرج حميد باسكيط.
الفيلم يتطرق بلغة سينمائية رشيقة، إلى عدة مواضيع إنسانية، تختلط فيها مشاعر تتأرجح بين الحب والهجر والعنف والانتقام وظاهرة البيدوفيليا.
انطلقت قصة الفيلم من مشهد ابنة تحضر انتحار والدتها التي كانت قيد حياتها فنانة سوبرانو مشهورة “سميرة القادري”، و يحضر في المشهد زوج الهالكة “أمين الناجي”. إلا أن الحبكة الدرامية، ستكشف أن الموت لم يكن انتحارا بل جريمة قتل. لتبدأ رحلة فك لغز هذه الجريمة التي يلتقي حولها بطلي الفيلم ضابط الشرطة “رشيد الوالي” والطبيب النفساني”امين الناجي” ، فتتقاطع حياتهما الشخصية والمهنية، وتتداخل من خلال شخصيتين محوريتين، الأولى، الزوجة المعنفة “سعيدة باعدي” التي تعاني من أزمة نفسية بسبب زوج معنف وبيدوفيل يشرف على علاجها الطبيب، والتي ستتأر لشرفها وكرامتها وبناتها، وتقتل الزوج المعنف والبيدوفيل. والشخصية الثانية ابنة الهالكة “سارة بيرلز” التي تبحث عن حقيقة من يكون والدها. فيما تبقى الفنانة سميرة القادري الحاضرة الغائبة في هذا الفيلم. وهناك الصديقة “حفيظة باعدي”، التي تمسك بإحدى خيوط الحقيقة..
ومن خلال هذه الأحداث، المتشابكة، حاول المخرج في أن يخلق نوعا من التواطؤ بين الشخوص وبين المتلقي، ونجح في أن يشركه وجعله طرفا في البحث و فك لغز هذه الجريمة، وشد انتباهه إلى النهاية التي لم تكن متوقعة.
ونحن نغادر القاعة، التقطت جملتين، تعكس مدى تفاعل الجمهور مع الفيلم، سمعت من قال:” هادشي كاين في المجتمع” ومن علق بالقول: “فيلم بعقلو كيستحق المشاهدة”.
“صمت الفراشات” هو أول فيلم للمخرج حميد باسكيط، إنتاج 2018 بطولة رشيد الوالي، أمين الناجي، سعيدة باعدي، حفيظة باعدي والشابة سارة بيرلس والفنانة سميرة القادري.
حصل الفيلم على جائزة العمل الأول في مسابقة نور الشريف للفيلم العربي الطويل في الدورة 34 لمهرجان الإسكندرية. كما توجت في ذات المهرجان سعيدة باعدي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم.
المخرج حميد باسكيط ، جعل من مناسبة عرض فيلمه بمسرح محمد الخامس، لحظة عرفان واعتراف بتكريم الأستاذ أحمد بدري المدير المؤسس للمعهد الوطني للمسرح والتنشيط الثقافي. واستدعى عبد الحق منطرش مدير مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، ليقدم درع التكريم لمن يلقب من قبل خريجي المعهد بالأب الروحي للمسرحيين المغاربة. فيما أهداه باسكيط باقة ورد باسم جميع الطلبة وخريجي هذه المعلمة الثقافية والفنية التي أحدتت قبل 32 سنة.
