المجرد الذي خذله السعد

سميرة مغداد

سعد ابن موهوب ، اشتغل وسهر الليالي وحاول أن يخلق اسلوبا جديدا يضرب على الوتر الحساس لجيل تائه بأكمله ،ونجح الى حد كبير في أن يؤسس لقاعدة جماهيرية من المحيط الى الخليج ،رغم كل ماقد يقال.قبل أن تطفو زلاته ونقط ضعفه كانسان امام الملأ.كل هذا اقوله لتبرئة والديه الذين استعملوا كما نستعمل كأمهات وآباء سلطة الحب لاغير مع أبناءهم..الحب الذي يكون مهلكا دون أن نعرف، خاصة حين يكون ابن وحيد ..الجرعات المفيدة لانقدر قياسها بالضبط حين تنهمر عواطفنا اتجاه ابناءنا..لادخل للوالدين فيما يقترفه الأبناء لانهم كبروا وتفاعلوا مع الحياة بطريقتهم هم لا بطريقة آبائهم. لانسقط الابوة والامومة ونضعها في قفص الاتهام اذا سقط ابن اوابنة..الآباء يستحقون الرحمة لأنهم منحوا مالديهم كله واعتقدوا انه هو الصح ..من خلال نزهة الركراكي أرافع عن امومتي وأمومة كل النساء تقريبا ،المهمة تنتهي حينما يكبر الأبناء لينتموا للحياة كلها وليس لأب او أم بعينهما.. ارحموا أم سعد ووالده. أتذكر ذات مهرجان مراكش وكان معنا البشير ونزهة ونحن نهم بالانطلاق في الحافلة التي ستقلنا لحفل  العشاء، كيف كان البشير  يتحدث الى ولده سعد بحنو وصوت خافت في الهاتف، ويترجاه أن لايسهر كثيرا وهو يردد دعوات الرضى عليه.كانت لحظة مؤثرة بصمت ذاكرتي.لانملك إلا ان ندعو الله بالهداية لابناءنا جميعا ،وأن ما قد يقترفون يخصهم هم بلا شماتة في أحد دون أن نزر وازرة وزر اخرى كما قال الله  تعالى في كتابه الحكيم.لايوجد ألم اشد من أن يسقط أبنائك في حياتهم وأنت تقف عاجزا وكل السهام تصيب قلبك. فلنرحم بعضنا البعض لأن الحياة ماكرة جدا وقد تفاجىء أفضل المربين وأعظم المعلمين.سعد كان محظوظا فعلا بوسطه الفني ووالديه وحبهما ،لكن الحظ وحده لايكفي، امور اخرى وتفاصيل انسانية تصنع النجم الحقيقي اغفلها سعد المجرد وهو من يتحمل المسؤولية لا والديه والله أعلم.

Exit mobile version