سامية أحمد:”لالة مولاتي” أنشودة وطنية للمرأة المغربية

لالة مولاتي” احتفاء بنساء جسّدن روح “التمغربيت” في أبهى تجلياتها

في أمسية ماتعة، اختتم بها مهرجان “السينما والمساواة” دورته الأولى، ارتقت الكلمات والألحان إلى مقام الاحتفاء، وعانق الفن قضايا المرأة، عبر عرض فني جديد اختار له أصحابه عنوانًا بليغًا: “لالة مولاتي”. توقيع أنيق للفنانة الراقية سامية أحمد، برفقة الموسيقار المبدع يونس الخزان، في عمل يتجاوز كونه عرضًا مسرحيًا إلى كونه رؤيا فنية تسعى لإعادة تشكيل صورة المرأة المغربية في الذاكرة الثقافية.

“لالة مولاتي” ليست فقط أنشودة جمالية ولا مجرد تحية للماضي، بل هي رسالة محبة وامتنان لنساء بصمن التاريخ المغربي، من السيدة الحرة، أيقونة السيادة والريادة، إلى نساء اليوم في ميادين السياسة، والعلم، والفكر، والفن… نساء رفضن التموقع في الهامش، واخترن أن يكنّ فاعلات في كتابة فصول الغد.

في تصريح خاص لموقع “بسمة نسائية”، أوضحت سامية أحمد أن هذا العمل جاء من حاجة داخلية ملحّة إلى ردّ الاعتبار لصورة المرأة في المخيال الجماعي، متجاوزًا الرؤى السطحية أو النمطية، نحو استحضار رموز نسائية جسّدن روح “التمغربيت” في أبهى تجلياتها.

الفكرة، اللحن، والتوزيع حملت توقيع الموسيقار يونس الخزان، أما الكلمات فكانت بإبداع الشاعر كمال الخزان، وبتوازن فني رفيع جمع بين العمق التاريخي واللمسة الجمالية والحس الملتزم، لتولد من رحم هذا التعاون توليفة موسيقية تحتفي بالأصالة المغربية من خلال صوت معاصر يحترم الجذور ويتناغم مع الحاضر.

وخلال العرض، نبضت شاشة المسرح بحضور نسائي متنوّع. ومع كل اسم يلوح، كانت سامية تقدّم بصوتها الدافئ كلمات مغنّاة، أشبه بتعريف شعري بالبطلة القادمة، على إيقاعات مستوحاة من ثراء الهوية المغربية، لتُشكّل فسيفساء سمعية وبصرية تُشيد بنساء “من طينة خاصة”.

لم تُسرد أمامنا فقط أسماء نساء خلدهن التاريخ، بل أنصتنا لحكاياتهن تُروى بموسيقى مغربية أصيلة، أبدع في صياغتها الفنان يونس الخزان، إذ منح لكل شخصية لحنًا يُشبهها: من الطقطوقة الجبلية التي رافقت السيدة الحرة، إلى الإيقاع الحساني الذي سرد بطولة مليكة الفاسي بلسان المواطن الصحراوي، ومن نغمة “الصبا” الأمازيغية مع زينب النفزاوية، إلى اللون الفانتازي الراقص الذي جسّد عوالم الفنانة التشكيلية الشعيبية طلال، وصولًا إلى الشدو العاطفي الذي عبّر عن نبل مشاعر ماما آسية، كما ترجمته بحسّ مرهف سامية أحمد.

هكذا تجلّت “التمغربيت” في كل نغمة وإيقاع، فأُعطيت لكل امرأة مقامها، ولكل روح حكاية، ولكل مغربية لحن يليق بعظَمتها.

لالة مولاتي” ليست مجرد عرض… إنها أنشودة وطنية للمرأة المغربية، بلغة الفن الرفيع، وبلباس “التمغربيت” الذي لا يبلى.

 

 

 

Exit mobile version