أين ” إنسانيتنا” من مأساة شعب اليمن ؟

جليل طليمات

يواصل “التحالف العربي ” بقيادة المملكة السعودية عدوانه الظالم على شعب اليمن الطيب ,مخلفا بعد مرور 1000 يوم على ما سمي ب ” عاصفة الحزم” حصيلة كارثية بسبب القصف المدمر للبنيات التحتية والخدماتية من مدارس ومستشفيات وقناطر وطرق ..الخ , والذي خلف آلاف من الضحايا والمعطوبين من بينهم أطفال ونساء أبرياء, ومليوني نازح.وبفعل الحصار اللاإنساني ,يتضور جوعا آلاف اليمنيين, يموت منهم العشرات يوميا بسبب الجوع والأمراض المنتشرة كالطاعون والكوليرا.. فأين “الضمير العالمي” من هذه المأساة ؟ ولماذا كل هذا الصمت عن الجرائم المرتكبة في حق شعب اليمن ؟ , صمت طال جل الصحف وبيانات الأحزاب وصحافتها ,وشل وقفات المجتمع المدني التضامنية المعهودة في مثل هذه الحروب الظالمة !
لقد بات من المستعجل الضغط بكل الوسائل السلمية الشعبية والدبلوماسية الرسمية من أجل وقف هذه الحرب العبثية, واتخاذ مبادرات سياسية تعيد صياغة أسس حل توافقي انتقالي جديد , يرضي أطراف الصراع الداخلي , ويحمي المصلحة المشتركة في يمن واحد وموحد . كما أن القوى الإقليمية ذات المصلحة والنفوذ في المنطقة , وذات التأثير على الفرقاء اليمنيين المتناحرين مطالبة باستعجال بفتح باستعمال كل نفوذها لوقف هذه الحرب ,وفتح خط وقنوات التواصل المكثف لأجل بلوغ تفاهمات تحقق الأمن والسلم وتوقف سفك دماء الأبرياء, ففي مثل هذه الحروب العبثية يكون من الواجب الأخلاقي والسياسي عدم زيادة الوقود في نارها, أقصد عدم الانحياز لأي طرف من أطرافها تحت أية ذريعة كانت , لذا فالمطلوب من الجميع , حكومات دول وأحزاب ومجتمع مدني الضغط من أجل وقف العدوان على شعب اليمن وفك الحصار عنه ودعم كل مبادرة دولية أو إقليمية لتسوية سياسية تؤسس لتوافقات جديدة بين القوى اليمنية المتصارعة على السلطة من جهة, وبين القوى الإقليمية المتنافسة على النفوذ بالمنطقة بما يضمن مصالح الجميع , ويعزز الأمن والسلام بالخليج العربي من جهة أخرى ..
فلنكسر الصمت, ولو بدافع إنساني على الأقل !

 

Exit mobile version