إسماعيل العلوي:نبل السياسة وصوت الحكمة

توقيع: محمد الضو السراج

في مشهد نادر بالوسط السياسي المغربي في حفل توقيع وقراءة كتاب “إسماعيل العلوي، نبل السياسة، مسيرة حياة ” نظمته مؤسسة علي يعتة بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية بالرباط يوم الخميس 13 فبراير، حضرت نخبة من الشخصيات السياسية والفكرية ومن المجتمع المدني التي قلما تلتقي تحت سقف واحد، رغم اختلاف مرجعياتها ومواقفها.

الحضور اللافت، ضم قيادات من أحزاب يسارية وإسلامية وليبرالية، يعكس تأثير شخصية مولاي إسماعيل العلوي ومساره السياسي، الذي لطالما اتسم بالحوار والتوافق والانفتاح، وهو ما دفع العديد من الفاعلين السياسيين والمثقفين إلى اعتبار الكتاب أكثر من مجرد مذكرات شخصية، بل تأملا في تاريخ التجربة السياسية المغربية وتحولاتها الكبرى.

ومنً أبرز الذين حضروا قيدوم الحركة الشعبية امحند العنصر، ومحمد بيد الله، الأمين العام الأسبق لحزب الأصالة والمعاصرة، وسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية.

و من بين الحضور أيضا الناشط الأمازيغي أحمد عصيد، ومحمد الصديق معنينو، ومحمد الساسي، عضو المكتب السياسي لحزب فيدرالية اليسار، وعبد الواحد الفاسي، القيادي في حزب الاستقلال، والسفير حسن عبد الخالق، ونزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، ووزير الماء والتجهيز، وإدريس الأزمي ، الوزير السابق والقيادي في حزب العدالة والتنمية وفتح الله ولعلو الوزير السابق والقيادي في الاتحاد الاشتراكي وأمحمد الخليفة الوزير السابق والقيادي في حزب الاستقلال. وإدريس اليزمي الرئيس السابق للمجلس الوطني لحقوق الإنسان.

كما حضر كل من مصطفى الخلفي، الوزير السابق، وجامع المعتصم، كاتب الدولة السابق وعبد الجبار الراشيدي كاتب الدولة في حكومة اخنوش، وعبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وحامي الدين القيادي في الحزب نفسه إلى جانب قادة سياسيين وجمعويين ومثقفين وأكاديميين..

تناول الكلمة في البداية كل من رشيد ركبان رئيس مؤسسة علي يعتة وهشام العلمي مدير مؤسسة دار أبي رقراق للطباعة والنشر التي انجزت طباعة الكتاب في حلة فاخرة، ومحمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية.

نسق هذه التقديمات وأسهم في تنظيم اللقاء القيادي في الحزب الصديق سعيد سيحيدة.

وفي إدارته للنقاش في المنصة، قدم الزميل محتات الرقاص مدير مؤسسة البيان وبيان اليوم، المشاركين في إعداد تقاريرهم حول الكتاب، حيث قدمت في كلمتي أسباب النزول التي كانت وراء إعداد كتاب مولاي إسماعيل، نبل السياسة، مسار حياة.  ثم قدم المؤرخ سي مصطفى بوعزيز قراءة تقنية وسياسية في تفاصيل الكتاب، تلاه زميلي سي عبد الرحيم التوراني، الذي قدم تقريراً مكتوباً في عدة صفحات تناول فيه جوانب تاريخيّة تتعلق بالكتاب وبالزعيم الراحل علي يعتة وقضايا اليسار بصفة عامة..

تناول الكلمة بعده سي محمد الأشعري، الشاعر والروائي والسياسي ووزير الثقافة الأسبق وعضو أكاديمية المملكة المغربية إلى جانب عضوية مولاي اسماعيل، الذي قال إن هذا الكتاب وإن كان يمكن تصنيفه ضمن كتب المذكرات، إلا أنه أكبر من ذلك، لأنه أيضا كتاب تأمل في التجربة السياسية المغربية، منذ السنوات الصعبة واستحضار للمراحل الأولى للحركة الوطنية، وصولا إلى السنوات الطويلة التي قضاها المغرب في النضال من أجل الديمقراطية، والانتخابات النزيهة، واحترام حقوق الإنسان والحريات.

وأضاف الأشعري أن “إسماعيل العلوي لعب دورا محترما في كل هذه المراحل، لأنه كان دائما يمتاز بالقدرة على الإنصاف والحوار، ويمتاز كذلك بالتواضع والتسامح وقبول الآخر. لذلك، كان دائما صوتا حكيما في الساحة السياسية، يسهل كل المبادرات والمحاولات التي ترمي إلى رأب الصدع، وإلى تجميع قوى اليسار خصوصا، والقوى الوطنية عموما، لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب لصالح النضالات التي خاضها الشعب المغربي من أجل دولة حديثة وديمقراطية..

وشدد الأشعري على أن الكتاب، فضلا عن ذلك، له جانب إنساني، حيث نلمس فيه الخصائص الثقافية والإنسانية والأسرية لمولاي إسماعيل العلوي، وهي خصائص تطبع التقاليد المغربية في مجال العمل السياسي، التي انبنت أساسا على النخب المدينية. ومولاي إسماعيل كان ينتمي إلى هذه النخب، ولا شك أن الاطلاع على بعض التفاصيل في هذا الكتاب سيسمح بدراسة المراحل التي يتحدث عنها الأستاذ إسماعيل العلوي، دراسة سوسيولوجية وسوسيوثقافية وسياسية أيضا

فالسياسة تنبني دائما وأساسا على بعد أخلاقي..

وعن علاقة النبل بالسياسة أورد الأشعري بأن أمثال مولاي إسماعيل العلوي لا يلتفتون إلى الكليشيهات التي تظهر من حين لآخر وتحشر العمل السياسي في خانة الأعمال القائمة على الزيف والخداع، بل يعتبرون أن السياسة تنبني دائما وأساسا على بعد أخلاقي أولا، ثم على المصلحة الوطنية العليا، لذلك، من المهم أن تتعرف الأجيال الجديدة على تجربة أخرى في السياسة، لا تقوم على البهرجة والخداع والزيف، بل على المبادئ الجوهرية الصحيحة.. وفي الأخير لابد أن أوجه الشكر لكل من ساعد في انجاز هذا الكتاب وعلى رأسهم الزميل المخرج والمبدع إدريس المريني والزميلان عبد الرزاق بوتمزار و سعيد البعقيلي.

Exit mobile version