الوزير بنسعيد في لقاء مفتوح:” (خيلونا نبقاوا ولاد الناس)..

بسمة نسائية/ عزيزة حلاق

صور: محمد بلميلود

محاور كثيرة واشكالات أكثر، واسئلة قلقة طرحت في اللقاء المفتوح الذي نظمته مؤسسة الفقيه التطواني قبل يومن بسلا، مع وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة.

اللقاء دام أكثر من ساعتين، وشد انتباه الحضور، لراهنية المواضيع التي همت ملفات سياسية واجتماعية وثقافية، وكان عنوانها الكبير نقاش حول “السياسة بصيغة أخرى”. وحاور الوزير كل من عبد الرحيم العسري رئيس تحرير موقع هيسبريس، محمد لغروس مدير موقع العمق المغربي، وسناء رحيمي صحافية ورئيسة تحرير بالقناة الثانية، فيما أدار اللقاء وقدم توطئة له، رئيس المؤسسة بوبكر الفقيه التطواني.

بنسعيد خصص حيزا مهما لمشروع الجواز لفائدة الشباب، الذي أطلقته وزارته (قطاع الشباب)، الأسبوع المنصرم، وتحدث أيضا عن الصناعة الثقافية، التي قال بخصوصها:”

لدينا حلم هو أن يصبح لمفهوم الصناعة الثقافية، أهمية كبرى في الاقتصاد المغربي، ويصبح من أهم الاقتصادات الوطنية، وهو الامر الذي نشتغل عليه، ليكون له دور ويساهم في الناتج الوطني الخام.

مواضيع أخري أثارها المحاورون الثلاث مع الوزير بنسعيد، كأزمة البطالة، وغلاء المعيشة، وسوء تدبير ملف ضحايا زلزال الحوز، والإعلام  العمومي والمحاكمات وحرية التعبير وحدودها ونقط أخرى كثيرة…

لكن، وبالنظر لطول مدة اللقاء، حاولنا في “بسمة نسائية”، أن نركز على ثلاث مواضيع شكلت أهم النقط، التي بني عليها النقاش. وهي على التوالي:

1/ تحالف الأغلبية وسؤال الانسجام الحكومي

2/  البام بين الهوية و صراع القيادات

3/ انتخابات 2026 الرهانات والتوقعات

بقي أن نشير أن اللقاء تميز بجرأة في طرح الأسئلة، تفاعل معها الوزير بدبلوماسية ومراوغة أحيانا، لكن بكثير من الثقة والعفوية والصراحة أحيانا أخرى، موظفا لغة تواصلية مبسطة يتقنها، حاولنا نقلها بأمانة في هذه الورقة.

1/ تحالف الأغلبية وسؤال الانسجام الحكومي:

* المشكل ديال البام، هو نيشان  وفاش قيقلبوا علينا راه كيلقاونا

في البداية، ذكر  بنسعيد ما قاله، في اجتماع للأغلبية حضره السي بركة، ( الأمين العام لحزب الاستقلال) قلت :” لا بد أن يكون هناك تضامن حين نكون في الأغلبية، وهذه مسؤولينا داخل الحكومة، وبالطبع هناك مجموعة من الاوراش نجحنا فيها، وأوراش أخرى تكلمنا عنها عند تنصيب هذه الحكومة، ولكن لا يمكن لنا أن نحقق كل ما أردناه. وهذا أمر عادي جدا.

وأعتقد انه لو وصلنا الى تحقيق 60 الى 70 في المائة من الأهداف التي تحدثنا عنها في البرنامج، سنعتبر أنها ولاية ناجحة.

وأضاف بنسعيد، سبق أن قلت في ذات اللقاء، نعم، ليس امامنا وقت طويل للانتخابات، ولكن ( خصنا نحضيوا راسنا من بعضيتنا بعدا، قبل ان نتحدث عن أحزاب المعارضة…نتكلموا على ريوسنا في الأغلبية أولا ).

وما خصناش نبداوا في المزايدات من دابا، ما نبداوش بكري، باقي 18 شهر، (يعلق مبتسما) ….غادي نعياوا ….

ويتساءل بنسعيد: أي رسالة سنعطي للمغاربة؟ حين كنا في المعارضة لولايتين، كنا ننتقد الحكومة ونؤاخذ عليها ضعف التنسيق والتضامن بين مكوناتها، وبالتالي لا يمكن لنا اليوم، ان نكون مثلهم. إذا كان هناك من يرغب في الرجوع، ( يقصد العودة للحكومة)، هذا من حقه. لكن، هناك لباقة في الأسلوب للتعامل حين تكون في المسؤولية الحكومية.

وشخصيا أتحمل المسؤولية في اقوالي ( المشكل ديال البام، هو نيشان). ويضيف ( فاش كنكونوا مضامنين راه مضامنين، حتى حين يكونوا أعضاء في الحكومة المنتمين للبام، غير معنيين بالعديد من الملفات) وبالتالي ( فاش قيقلبوا علينا راه كيلقاونا)  ورسالتي واضحة (خيلونا نبقاوا ولاد الناس). ونبقاوا أوفياء للوعود التي قدمناها للمواطنين والمواطنات، في ظل التحديات التي يعرفها وطننا وفي ظل ما يعرفه العالم من تقلبات وأزمات دولية ومن إشكاليات اقتصادية واجتماعية وبيئية (مشكل الجفاف). أمام كل هذه الاكراهات، الأمر يستوجب تضامن الجميع. لأن تحدي 2026، بالنسبة لي ليس من سيفوز؟ ولكن، كم من مغربي سيصوت؟ يمكن نجي الأول، ونجي بعدد قليل من الأصوات..

ولعلكم تتذكرون انتخابات 2007، ونشأة حركة لكل الديموقراطيين وبعدها تأسيس بعد ذلك حزب الأصالة والمعاصرة، جاء كل ذلك، عقب تداعيات نتائج هذه الانتخابات وسؤال هل الأحزاب الوطنية لازالت كما كانت في السابق، وكان علينا أن نخوض صراعا وأن نفرض نفسنا على الساحة السياسية. إذ لا يمكن، نحن الذين أتينا من أجل خلق ديناميكية سياسية داخل المجتمع، أن نصبح جزء من نتيجة البؤس السياسي.

2/ البام بين الهوية وصراع القيادات:

محمد لغروس:

*كلما أتت قيادة لعنت ما قبلها..

بالنسبة للمحور الأول، المجال السياسي، كما هو معلوم، تتدافع الكثير من الأسئلة تتعلق بهوية الحزب والأفق ديال 2026، بصفتك السي بنسعيد من أبرز عناصر القيادة الثلاثية لحزب الأصالة والمعاصرة، أريد أن تجيبنا عن هذا الاشكال:

يلاحظ أنه بالنسبة للأصالة والمعاصرة، كلما أتت قيادة لعنت ما قبلها، والدليل، أنه اليوم كان طبيعي أن يكون السي حسن بنعدي حاضرا معنا، وهو الذي قال إنكم تحتاجون لوكيل عام بدل أمين عام لحزبكم الأصالة والمعاصرة، ومحمد الشيخ بيد الله، وحكيم بن شماش، والياس العمري، تم وهبي، وهذا أمر وقع في المؤتمر الأخير. هل مكتوب على البام، أن يبدأ في كل مرة مع القيادة الحالية، وينسى القيادات السابقة؟

بنسعيد وهوية الحزب:

بالنسبة للهوية، لا أتفق معك بخصوص طرح هذا الموضوع في 2025، هذا النقاش كان ممكنا في 2007 و2008 وحتى حدود 2010، كان الأمر طبيعيا أنذاك، كانت النشأة، وكانت مكوناته من وجوه تعتبر من اليمين ومن اليسار، وعندما تنخرط أسماء من اليمين ومن اليسار في مؤسسة واحدة، فيعني أننا أمام حزب وسط، وقد تم الإعلان عن ذلك في الورقة التي تم التصويت عليها بالإجماع في المؤتمر التأسيسي في 2012، تحت عنوان “الديموقراطية الاجتماعية”. وعندما انخرطنا ضمن إطارات دولية لأحزاب ليبرالية، انخرطنا كحزب ليبرالي بمفهومها الاجتماعي. كحزب ديموقراطي ليبرالي بمفهوم مغربي وبقيمنا الاجتماعية.

حزب الأصالة والمعاصرة أسس هويته على ركائز متينة، ولهذا ظل أكثر من 14 سنة في المعارضة وما يزال واقفا وحيّا، يعني أن لديه هوية ووجود.

3/ انتخابات 2026 الرهانات والتحديات:

لغروس:

إضافة إلى أزمة الهوية، هناك إشارة أخرى، مرتبطة بها، تخص موضوع المتابعات القضائية ( الدار البيضاء وجدة..)، الاستغناء عن عبد اللطيف وهبي…( التجميد والطرد حالة المهاجري أبو الغالي..بلمقدم واللائحة تطول)،  كل هذا يجعلنا أحينا نتساءل،

فل بهذه الحالة، ستحققون حلمكم وحلم آخرين بتصدر انتخابات 2026، تم قيادة الحكومة؟ ربما بعد ترييش الحمامة كما قال أحد القياديين في تصريح لموقع العمق؟

وربما أيضا ببعثرة صروف ميزان حزب الاستقلال؟ وحينها سنتحدث واش فاطمة الزهراء المنصوري أو غيرها من سيقود الحكومة، أليس هذا كما يقال في المثل المغربي، ماشي تسباق العصا قبل الغنم وشراء الحوت فقاع البحر؟

بنسعيد وحكومة الموندايل:

بخصوص السؤال حول ما سمي بحكومة المونديال، قال بنسعيد مبتسما، إن السيدة فاطمة الزهراء المنصوري المنسقة العامة، تحدثت عن حكومة المونديال، وأنا أكد ذلك، إن شاء الله حزب الأصالة والمعاصرة سيحتل المرتبة الأولى في استحقاقات 2026.

لكن يبقى  التحدي في انتخابات 2026، التي ستحدد الحكومة التي ستضع اللمسات الأخيرة على استعدادات المغرب لتنظيم مونديال 2030 رفقة جاريه، إسبانيا والبرتغال، “ليس من سيربح الانتخابات، بل كم مغربيا سيصوِّت”؟

 

 

Exit mobile version