الشباب قادمون .. حساسيات جديدة في السينما المغربية

بسمة نسائية/ ثقافة وفنون/ سينما

الصورة البارزة: توقيع زليخة

بقلم: أحمد ردسي

صور: محمد بلميلود

دماء جديدة، رؤى مختلفة، مقاربات جمالية متنوعة، ومرجعيات متعددة، السينما المغربية لاتخشى الفراغ في مستقبل الأيام والسنوات .. جيل الشباب قادم..وبقوة.

في المهرجان الوطني للفيلم في دورته 24 وكما في دوراته السابقة تبرز وجوه شابة تسترعي الاهتمام .. تستحق التوقف عندها.

فيلم “ابن الأمازونيات” للمخرج “عثمان سليل

“عثمان سليل” هذا الشاب القادم من دراسة القانون والتاريخ السياسي للعالم الإسلامي في السوربون يختار رؤية شاعرية لعالم يتوزع بين حنان الداخل ( الأسرة ) وقساوة الخارج ( الشارع المجتمع )، في فيلمه ” ابن الأمازونيات ” تبرز رهافته في حكي قصة طفل مجهول الأب أو من خارج مؤسسة الزواج يعيش في دفء نسائي (والدته الشابة وجدته وامرأة ثالثة كانت أول من استقبلته كمولود (القابلة)، في مواجهة قسوة ورفض من الخارج، الرؤية الإخراجية، التعامل مع العنصر النسائي و مع الأطفال في الفيلم، تجنب المخرج الوقوع في مطب العنف والقسوة، المشاعر الإنسانية (الحب والعطف والدفء) تنتصر على ما سواها..

يفتتح عثمان سليل فيلمه بصرخة و ألم الولادة وخروج الطفل إلى العالم الذي يواجهه بقسوة وفي النهاية يعود إلى حضن أمه، وكأنه يعود إلى بطنها إلى رحمها الذي لن يقسو فيه أحد عليه أبدا .. قبل ذلك كان مشهد الغناء والرقص على إيقاع أغنية ” الله أوليدي ضيعت شبابي عليك ” حيث تتحرر النسوة من ضغوط الآخر وتنعتق أجسادهن وأرواحهن من قيوده ويحلقن في عوالم أخرى.

شاركت في هذا الفيلم، كل من: نادية كوندا، ميمون عياد، فاطمة عاطف، نادية نيازي، فاطمة الزاهراء الجوهري.

لقطة من فيلم أيوب آيت بيهي ” يينا .. طرف الخبز ”

وفي تجربة مختلفة لكن هي الأخرى مفعمة بالأحاسيس، يتناول ” أيوب أيت بيهي” كاميرا الوثائقي ليصور والدته وعائلته، بجمالية رغم صعوبة الظروف، ويحكي في فيلمه ” يينا .. طرف الخبز “، قصة كفاح امرأة كما العديد من النسوة من أجل تربية الأبناء، لكن لا يعنون ذلك بالشعارات الكبيرة والمباشرة وإنما يتوسل بحميمية الحياة الأسرية، بقوة الأم التي تواجه صعوبة الحياة بالكد وبالابتسامة وإشاعة الحب والحنان في البيت، والعطف على باقي أقراد الأسرة ومنها الجد في كبره وعند رحيله.

استعان أيت بيهي في حكي قصته بأرشيف عائلي غني واستغله أحسن استغلال .. ليقدم لنا في النهاية وهو المهتم بالذاكرة في السينما الوثائقية ( يعد أطروحة الدكتوراه حول الموضوع ) ذاكرة شخصية حميمية طافحة بالمشاعر الإنسانية .. كما في فيلم عثمان سليل ، فيلم أيوب أيت بيهي رغم صعوبة الظروف لا يقع في مطب البؤس والتبئيس

يشار أن 15 فيلما قصيرا، يشارك في المسابقة الخاصة بفئة الأفلام القصيرة للدورة 24 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.

“تحت أقدام أم” (2023- 15 د) لإلياس سهيل، “إخوة الرضاعة” (2024- 18 د) لكنزة التازي، “لي” (2024- 20 د) لإنتصار الأزهري، “الأيام الرمادية” (2024- 18 د) لعبير فتحوني، “ذاكرة للنسيان” (2023- 23 د) للهواري غباري، “يينا… طرف الخبز” (2024- 28 د) لأيوب آيت بيهي “ابن الأمازونيات” (2024- 24 د) لعثمان سليل، “الأخ” (2023- 15 د) ليونس بواب، “بياض” لمحمد أمين الأحمر، “نجمة” (2024- 18 د) لعبد الله المقدم، “حمل، خروف وعربان” (2023- 17 د) لأيمن حمو، “رشيد” (2024- 19 د) لرشيدة الكراني، “أنين صامت” (2024- 20 د) لمريم جبور، “اليوم الأخير” (2024- 14 د) للخضر الحمداوي (وثائقي)، “صحوة” لسعد بنيدير.

برافو لعثمان وأيوب وغيرهم من شبان و(غيرهن) من شابات السينما المغربية، القادم أفضل ولا خوف من الفراغ…. .

Exit mobile version