بسمة نسائية/ ثقافة /اصدارات
من حسنات الفايسبوك، أنه أصبح الوسيلة الأسهل والأسرع في الإخبار ونشر الأخبار. وعلى كثرتها، قلما تصادف خبرا يستحق الوقوف عنده…
أمس، وبالصدفة قرأت على صفحة الزميل والصديق، محمد البقالي، خبر توقيع كتاب صدر له، اختار له عنوانا جذابا يغري بالتصفح والقراءة ” كيف تحكي القصة في التلفزيون”. واليوم، حضرت اللقاء الذي احتضنه المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط. فكانت فرصة للاطلاع على إصداره الجديد، وأيضا لألتقي بهذا الزميل الذي احترم مساره المهني الغني والمشرف، وأحترم احترامه للمهنة..
البقالي ليس صحفي متمرس وحسب، بل صحفي لديه شغف بالعمل المهني، يمتلك خبرة أكاديمية راكمها من خلال مسار دراسي في مجال الصحافة وعلم الاجتماع والعلاقات الدولية. هو واحد من الإعلاميين المغاربة، الذين فرضوا اسمهم وطنيا، عربيا ودوليا.
يستند محمد البقالي في كتابه، الصادر عن معهد الجزيرة للإعلام، وفق ما جاء في التقديم، على تجربة مهنية غنية قاربت 20 عاما في العمل التلفزيوني ، كان فيها مراسلا في عشرات الدول وغطى فيها مئات الأحداث من ثورات وحروب وعمليات إرهابية وانتخابات، وموجات لجوء، ومفاوضات دولية. كما شارك في تغطية أحداث كثيرة من بينها: الثورة التونسية، الحرب في ليبيا، موجات اللجوء إلى أوروبا، الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، والعديد من الأحداث الأخرى التي شكلت لديه خبرة عملية واسعة فيما يتعلق بالتقارير التلفزيونية والتغطيات الحية. ويقيم اليوم، بفرنسا، حيث يشتغل كمراسل لقناة الجزيرة في باريس.
وكتابه” كيف تحكي القصة في التلفزيون”، هو دليل مفصل ومعمق لكيفية صناعة التقرير التلفزيوني الميداني وإنجاز الرسائل المباشرة (اللايفات) من التصور والفكرة إلى الإنجاز والتنفيذ.
وهو، وفق مقدمة الكتاب دائما، موجه للصحافيين المحترفين الراغبين في تطوير مهاراتهم ولطلبة الإعلام الذين يستعدون لدخول هذا الميدان وأيضا لكل الراغبين في التعرف عن قرب عن المجال التلفزيوني.
ويأتي هذا الكتاب/ الدليل محاولة لسد فراغ كبير في المكتبة العربية، فهو الكتاب الأول من نوعه في العالم العربي الذي يقدم دليلا مفصلا من هذا النوع.
وعلى امتداد أكثر من 100 صفحة، يأخذ الكاتب بيد القارئ المتخصص أو الراغب في التخصص نحو عالم عمل المراسل التلفزيوني، عبر تقديم نظري للممارسات التلفزيونية الفضلى في مجال الربورتاج، مذيلة بأمثلة عملية.
وقد صيغ الدليل بلغة سلسة واضحة واعتمد فيه الكاتب أسلوبا بيداغوجيا يقوم على التدرج الذي المعنى ويساعد على الفهم.
وينبه الكاتب في الدليل إلى أنه بسبب الثورة التكنولوجية أصبحت الحدود بين عمل الصحافي وعمل غيره من الناشطين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي هشة، وأحيانا غير مرئية. لكنه يؤكد أن الفرق بين الأمرين لا يحتاج إلى استدلال. وهو نفسه الفرق بين عمل المحترف الخاضع لقواعد مهنية، وضوابط أخلاقية، وقوالب فنية، وبين عمل الهاوي الذي لا يخضع لأي من هذه القواعد مهما بلغ عدد متابعيه.
وأثر هذا الفارق ينعكس بوضوح في تفاعل الجمهور العفوي، الذي يتوجه مباشرة إلى مؤسسة إعلامية يثق بها ليتأكد من صحة خبرٍ صادفه على منصات التواصل الاجتماعي. لذا يمكننا القول إن قوة وسائل الإعلام تبرز في الدقة والمصداقية، وهما أمران مرتبطان بشكل أساسي بالقواعد المهنية والأخلاقية التي تقوم عليها المهنة.