بسمة نسائية/ سينما
اهتزت أمس القاعة الكبرى التي جرى فيها حفل اختتام الدورة 20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش فرحا، بعد الإعلان عن تتويج المخرجة المغربية الواعدة أسماء المدير بجائزة “النجمة الذهبية” للمهرجان عن فيلمها “كذب أبيض”..
فرحة كبرى سادت وسط الجمهور الحاضر انتقلت إلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي، فقيل الكثير عن هذا الفوز التاريخي وعبر عنه بتدوينات التبريك والتهنئة، وكتب عنه المهتمون والنقاد. وكان الناقد فؤاد الزويريق أول من كتب بأسلوبه التحليلي النقدي المتمكن هذه الورقة التي ننقلها بأمانة لقراء “بسمة نسائية”.
بقلم: فؤاد الزويريق
المخرجة أسماء المدير تتألق اليوم بتحقيقها انجازا غير مسبوق بالنسبة للتجربة السينمائية المغربية بمهرجان الدولي للفيلم بمراكش حيث فاز فيلمها “كذب أبيض” بالنجمة الذهبية (الجائزة الكبرى)، بعد 20 عاما من الانتظار.
جميل أن تكون مخرجة هي التي تحملت عبء هذه المهمة، وأن تكون هي التي حققت هذا الفتح وهذا الانتصار، والأجمل أن يكون فيلمها الوثائقي الذي كافحت من أجله لسنوات هو عنوان هذا النجاح، الفيلم حصد الكثير من الجوائز العالمية المهمة من بينها جائزتين في مهرجان كان السينمائي، جائزة أفضل إخراج في قسم “نظرة ما”، ثم جائزة “العين الذهبية” لأفضل وثائقي، وهذا ليس سهلا بالنسبة لمخرج مغربي أو عربي في هذه التظاهرة الضخمة، خصوصا أنها انتزعت الجائزة من بين 17 فيلما من دول مختلفة مشاركا في المسابقة.
أسماء المدير لم تحقق السبق المغربي في مهرجان مراكش فقط ولا في مهرجان كان ولا في مهرجانات عالمية أخرى، بل مازلت أتذكر أنها حققت انجازا مهما وسبقا أيضا السنة الماضية 2022 بفيلم آخر هو ”في زاوية أمي” حيث فاز بجائزيتين كبيرتين في نفس الليلة وفي مهرجانيين مهمين ومختلفين ومتباعدين، وكانت سابقة في المغرب، فالفيلم فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير، وبالجائزة الكبرى للفيلم الوثائقي لمهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان، وبهذا الإنجاز الأخير تكون قد سيطرت على عرش السينما الوثائقية بالمغرب.
أسماء تستحق التتويج لأنها لم تستسهل الإخراج، ولم تستسلم للإكراهات والعقبات التي تعرقل خطوات كل شاب أو شابة طموحة أرادت اقتحام عش الدبابير السينمائية في بلادنا، فأسماء ناضلت وكافحت وها هي تتوج كمخرجة مقاومة. هذا الفوز لم يكن صدفة حتما فخلفه اجتهاد وطموح عُرفت بهما هذه المخرجة التي تشتغل بصمت داخل وخارج المغرب، تُكون نفسها وتصقل تجربتها باستمرار لم أرها متوقفة أبدا فهي دائمة الحركة والنشاط والسفر تبحث عن السينما في أي مكان، هي نموذج للمخرج المثقف المبدع والمجتهد، فهي تزرع فتحصد بكل بساطة، هنيئا لها وللمغرب.
ألم نقلها في مقال سابق” المخرجات المغربيات قادمات”…
برافو أسماء