بسمة نسائية/ ممنوع على النسا
بقلم: فؤاد زويريق
كنت أحلم بالسفر إلى المغرب، ليس لأنني أحب السفر أو أحب المغرب، كبلد لا أعرفه ولا يهمني أن أعرفه، بل لا تهمني معرفة أي بلد آخر يتواجد على هذا الكوكب، لا أملك رفاهية السفر ولا رفاهية المعرفة والاستكشاف، كل ما يهمني أن أعبر منه إلى أوربا، بحثا عن لقمة العيش مثلي مثل صديقاتي وبنات وأبناء بلدي.
عندما تعرضت قريتي في ساحل العاج إلى هجوم من قبل المسلحين، قررت أخيرا أن أنفذ حلمي وأسافر الى المغرب ومنه إلى اسبانيا، هذا السفر مكلف جدا ويتطلب الكثير من المال، وأنا لا أملكه.
توقفت في أبيدجان للعمل وتوفير ما أحتاجه من نقود، لا أريد أن أشتغل كعاهرة كما تفعل بعض الفتيات، اشتغلت كنادلة في بار، اليوم كله ألبي طلبات رواده، أوزع قنينات البيرة عليهم وفي الليل أنام على أرضيته حتى أوفر ما أكسبه، أرسل نصف أجرتي إلى عائلتي الفقيرة في ساحل العاج وأحتفظ بالباقي.
لدي أحد عشر شقيقا وشقيقة، لتحقيق حلمي بالهجرة سيدوم الأمر سنوات حتى أتمكن من جمع ما يكفيني من المال، أحد رواد البار اقترح علي يوما أن يتزوجني لأنه أحبني، فكرت كثيرا في الأمر وفي الأخير رضخت، على الأقل سيعفيني من الشغل كنادلة ويوفر لي سكنا لائقا، تخليت عن فكرة السفر ومنحت كل وقتي لزوجي ومنزلي الذي هو عبارة عن غرفة واحدة بئيسة بمطبخ صغير، وحمام مشترك مع الجيران..
أخبرني زوجي بأنه يحب الأطفال فأنجبت له الطفل الأول ثم الثاني والثالث والرابع، بعد الرابع هجرني واختفى، لا أعرف بالضبط أين هو لكني سمعت أنه في المغرب ينتظر فرصته للعبور الى الضفة الأخرى، سنتان مرتا على هروبه، حاولت أن أعود إلى عملي الأول كنادلة لكن ما أكسبه منه لم يعد يكفيني، فاشتغلت عاهرة.