“يا بنددوش …والله ما نسيناك”..

احياء لذاكرة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة..

بسمة نسائية /إعلام/ تكريم

بنبرة مؤثرة وبصوت ألفه المستمعون والمشاهدون لأكثر من خمسة عقود، حكى الإعلامي الأستاذ محمد بنددوش في ليلة تكريمه أمس، بكثير من الحنين والتأثر، حادث يعود لسنوات خلت، حين نادت عليه من بعيد سيدة في الشارع وكانت على الجانب الآخر من الرصيف، ” يا بنددوش…يا بنددوش والله ما نسيناك”..

كان لتك الجملة وقع محبة واعتراف جميل من سيدة لا يعرفها لكنها تعرفه، جملة بصمت ذاكرته للأبد…، واستحضرها أمس في لحظة تكريمه والاحتفاء بمساره احياء لذاكرته التي غطت 50 سنة من العمل الإذاعي والتلفزي، وأصبحت جزءا من ذاكرة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، امتدت من 1952 إلى 1993.

كان لنا أمس، الحظ بلقاء مع محمد بنددوش، القامة الإعلامية، التي ظلت معطاءة وشامخة لعقود، عاشت وعايشت الكثير من الأحداث التي عرفتها بلادنا  منذ الاستقلال وساهمت فيها من خلال مسار إعلامي حافل، تزامن والتحاقه بالإذاعة المغربية سنة 1952.

ففي إطار لقاء تواصلي نظمته الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ( قسم التواصل) ونادي الصحافة بالمغرب، أمس بالرباط، حول احياء ذاكرة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، دخل بنندوش، قاعة فندق حسان، حيث جرى الحفل، فوقف الحضور احتراما وتقديرا لهذا الرجل، ولسان حل جميع من عايش زمن بنددوش، يردد باعتزاز وفخر الجملة نفسها وإن بصيغة أخرى ” ها أنت بيننا يا بنددوش…والله لم ولن ننساك”…

حفل التكريم، أشرف عليه فصيل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، الذي قدم هدية بالمناسبة للمحتفى به، وأدارت فقراته الإعلامية صباح بنداوود، وتناوب على الكلمة، كريم السباعي مدير التواصل والعلاقات المؤسساتية بالشركة ورشيد الصباحي رئيس نادي الصحافة بالمغرب والأستاذ الإعلامي والأكاديمي محمد القباج.

وبعد وقفة قصيرة، تواصلت الشهادات في حق هذا الهرم الإعلامي من قبل عدد من زملائه الذين عايشوه في دار البريهي، وقدمت قراءة في مساره المهني، من خلال كتابه الجديد الذي صدر حديثا بعنوان “رحلة عبر الذاكرة” وهو الكتاب الثاني، بعد كتابه الأول ” رحلة حياتي مع المكروفون”.

 

يستعيد بندوش في كتابه الجديد، ذكرياته الشخصية لمراحل حياته انطلاقا من أيام الطفولة بتلمسان، ( فهو جزائري الأصل لكنه يقول بأنه مغاربي ولا يؤمن بغير دول المغرب العربي ككتلة واحدة)، يحكي في كتابه، عن حياته الدراسية وأنشطته الثقافية والسياسية ومساره الإعلامي السمعي البصري الغني والطويل، الممتد على مدى خمسة عقود. الكتاب يعتبر امتداد وجزءا آخر لكتابه الأول الصادر سنة 2011 بعنوان “رحلة حياتي مع الميكروفون”.

محمد بنددوش..نصف قرن من الاسهامات الإعلامية بالإذاعة والتلفزة المغربية

ازداد بنددوش سنة في 6 دجنبر 1929، يبلغ من العمر اليوم 94 سنة، ولا زال رغم تقدم سنه، يتمتع بذاكرة يقظة، وهو ما يجعله سجلا حافلا حافظا لجوانب من تاريخ ممارسة العمل الإذاعي والتلفزي بالمغرب لجيل الاستقلال، وما بعد الاستقلال، ويوثق هذا المسار في مؤلفين بتفاصيل تجربته الغنية كواحد من مؤسسي الإذاعة والتلفزة المغربية.

التحق بالإذاعة سنة 1952 للعمل في ميدان الأخبار، وعين رئيسا للتحرير العام سنة 1962 ومديرا عاما بالنيابة للإذاعة والتلفزة، تم نائبا للمدير العام سنة 73، فمديرا للإذاعة الوطنية من 1974 إلى 1986.

وكانت مدينة العيون آخر محطة مهنية لبنددوش، حيث حل بها مشرفا على الإذاعة الجهوية من سنة 1990 الى 1993، تاريخ تقاعده.

عمل بنددوش أيضا كعضو مستشار في ديوان ثلاثة وزراء للإعلام وكذا في ديوان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

ربط الماضي بحاضر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة

مبادرة جميلة، أن يحتفى بمثل هذه الأعلام والقامات الإعلامية التي قدمت الكثير، وتكرم قيد حياتها، وتكون شاهدة على هذا الاعتراف، والأجمل أن  تترسخ مثل هذه المبادرات كتقليد، تبنته الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بربط الماضي بحاضر ضمن مشروع إحياء الذاكرة الإعلامية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، الذي يتم تنفيذه من أجل استحضار الموروث الفني والثقافي والإعلامي الوطني عبر تثمين أرشيفه الهام، وتمكين الإعلاميين والفنانين من تجارب رواد القطاع السمعي البصري الوطني، نظرا لخصوصياتها، وللرسائل النبيلة التي اضطلعوا بها خلال مختلف المحطات التي شهدها المغرب.

وجوه من الحضور: بين الماضي والحاضر..

 

 

 

 

 

Exit mobile version