” الحب عن بعد أم الحب من بعد”

 مساهمة فتيحة النوحو في مجلس الحب

بسمة نسائية/ صور: محمد بلميلود

الحب تيمة تتيمنا او تيتمنا، إما ان نكون في حالة حضور أو غياب في جنان الحب، وهل ما نقصده من موضوعة هذه الجلسة، الذي كنت منذ عقد من بين الشهود على انبثاق فكرته   في هذا الفضاء ذات جلسة صدق من عرابته الكاتبة السوسيولوجية الراحلة فاطمة المرنيسي والتي لقيت مباركة كل من سيدة هذا الفضاء الراحلة العزيزة حياة دينيا  والصديقة  الإعلامية سميرة مغداد مديرة مكتب مجلة سيدتي بالمغرب.

هل الحب عن بعد، او الحب من بعد، او الحب ما بعد الذي يستمر في الزمن، والذي يمكن ان نستشهد به في حضرة كل هته المشاعر المخضبة بالمحبة الذي يبرزه استمرار جمع المؤنث في نثر الكثير من المحبة لوالجيه في شخص الأستاذة كوثر دينيا التي صانت ذاكرة هذا المكان وطيف صاحبته شقيقتها حياة الف رحمة لروحها بصيرورة بث روح الود في مجالسه وجمعه.

وهل ما عشناه في زمن الحضر القسري يمكن ان نصفه بحب عن بعد او حياة عن بعد؟؟؟،  فالحياة هي الحب والحب هو الحياة..

وكيف تم تدبير كل المشاعر الجوانية في مواجهة الوباء هذا العزول الشرس بكولسته المبهمة؟، هل اشتد تمسكنا بفضيلة الحب أم توارت  امام  نوبات الهلع  التي اخترقتنا ونحن  نبُاغث  بغلق منافذ الحياة   ليطفو التباس المسافة ؟

هل المسافة مجالية أم مشاعرية؟ ومتى تنكمش ومتى تتمطط؟ وهل تنعدم الرؤية العاطفية بانكماشها وإطلاقيه بسطها؟ وهل كلما حدث في الحجر حسم فيما بعده فاستحال هذا الحجر لجحر وجرح؟

هل تعودت الافئدة على قاب مسافة او أدنى؟ هل تغير مفهومنا للحب في زمن الوباء ام الوباء الذي تغير معناه في زمن الحب؟ من انهزم ومن انتصر امام هذا التضاد الحياة الموت، الصحة العلة الداء (الوباء) ام الدواء (المحبة)..

ليس بالضرورة ان يعني لحب عن بعد المسافة المكانية، فيمكن ان تكون قرب الحب والأحبة، لكن ربما لأنك ذات ضيق بغض النظر عن أسبابه وحيثياته، تغترب عن ذاتك، وهل في حالة الاغتراب هته، تعي حالة الحب ببرهنة الحب ليس بالإكراه أو بالتصريح به كحمل مكوسي، لكن بنفي أناك في أنا من تحب دون ان تعي بالحدود بين الذاتين؟

هل اجتزنا هذا الاختبار بغض النظر هل نجحنا او خفقنا لا ادري، لكن ربما هذه المحنة الجماعية التي عشناها   فردت تجاربنا كل بردة نفسه، فالنفوس كما الأجساد لا تتفاعل او تتجاوب او ترتكن او تغترب او تنتكس بنفس الصورة لأننا نختلف عندما يتعلق الأمر بجوارحنا فنبقى تلك الكائنات الهشة التي تنتعش وتستمر وتتطور من هشاشتها.

وقد اسقط كتابي  الوغودية في مجلس الحب، لان الوغودية هي اكثر من الوباء، هي جائحة عقائدية لن تتمكن كل اللقاحات الوعظية والاتعاظية، ان تقضي عليها ما لم تتدخل اليد المقدسة لتخلصنا  من اهل التوغيد ومن ضحاياهم الذين يتحولون بدورهم لجلادين كعملية تدوير،  والذي كان مفلس الشخصية المحورية اول  ضحاياها. فمن شخصية منتفضة ضد قبح الوجود لم يجد بديلا وحلا الا الإبادة للوصول الى حياة ساكنة والذي لم يدرك انها أيضا ليست أبدا بالحياة الطبيعية، إلى أن داهمتنا جائحة كورونا فاشتاق المفلس للطيبين والمفسدين ليدبوا في الأرض شيء من الكره وكثير من الحب، هكذا انهيت نهاية حكاية مفلس في الأيام الأولى للحجر بعد توقف دام شهور فكان ذاك الحجر الحشر الدنيوي الحسم.

Exit mobile version