نساء دخلن التاريخ في 2022 أبرزهن الأم المغربية..

بسمة نسائية/ أصواتهن

ونحن نستحضر أهم الأحداث التي عرفتها سنة 2022، وقفنا عند عدد من المواقع التي رصدت الشخصيات التي برزت خلال هذا العام، في الوطن العربي والعالم وفي المغرب. منها شخصيات مغمورة لم يكن بعرفها أحد، لكنها تصدرت واجهة الأخبار لهذا العام.

شيرين أبو عاقلة

“في بعض الغياب حضور أكبر”، هذا ما كتبته شيرين أبو عاقلة قبل عام من استشهادها عبر حسابها في موقع فيسبوك، ورغم حضورها الطاغي والدائم على شاشات التلفاز، إلّا أن لحظة استشهادها كانت تكثفيًا للحظة الغياب نحو الحضور الأكبر. وبعد مسيرة طويلة وحافلة في تغطية أحداث فلسطين، انتهت مسيرتها الإعلامية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، برصاصة قناص إسرائيلي.

برزت شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وبالأخص اجتياح أبريل الذي عرف إسرائيليًا باسم “السور الواقي”، بالإضافة إلى تغطيتها من داخل سجن عسقلان في عام 2005، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة الذي اعتبرته “من أفضل الأيام التي غطتها صحفيًا”. واختتمت شيرين أبو عاقلة مسيرتها الصحفية شهيدةً على أرض مخيم جنين، أثناء تغطيتها لاقتحام المخيم صباح 11 مايو 2022.

مهسا أميني

لا نعرف الكثير عن مهسا أميني، سوى أنها إيرانية من أصول كردية، عمرها 22 عامًا، ولدت في مدينة سقز شمال غربي إيران، لكنها ستكون ولسنوات طويلة في إيران اسمًا بارزًا ساهم في إشعال واحدة من أكبر حركات الاحتجاج في البلاد منذ سنوات. حيث تم اعتقالها من قبل دورية لـ”شرطة الأخلاق”، عندما كانت برفقة عائلتها في رحلة للعاصمة طهران، قبل أن ينتهي بها الأمر محتجزةً في مركز شرطة بالعاصمة طهران، قبل أن يعلن عن مقتلها.

لم يمر خبر وفاتها مرورا عابرا، بل انتشرت أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بأن مهسا أميني كانت في رحلة مع عائلتها إلى طهران، اعتقلت من قبل “شرطة الأخلاق”، وبعد ساعتين نقلت “شبه ميتة” إلى مشفى “قصري”، وقيل إنها دخلت في غيبوبة بعدها، ليعلن عن وفاتها فيما بعد.

وفاة مهسا، كانت الشرارة التي أشعلت نار الاحتجاج داخل ايران وفي بعض بلدان العالم، ولازالت شظايا لهيب الاحتجاج والغضب مشتعلة حتى الآن.

جورجيا ميلوني

هو اسم لسيدة إيطالية، هي اليوم رئيسة وزراء إيطاليا، خلق تعيينها وفوزها في الانتخابات جدلا واسعا لأنها تمثل حسب الكثيرين، الوجه الجديد لليمين المتطرف وللفاشية. لكن في الوقت التي ينظر إليها كوريثة الفاشية الجديدة في إيطاليا، تقول هي عن نفسها:” أنا امرأة، أنا أم، أنا إيطالية، أنا مسيحية ولن تأخذوا ذلك مني”، وهو ما تكرره دومًا، وتنفي عن نفسها الارتباط بأفكار الزعيم الفاشي الإيطالي موسوليني، مشيرةً إلى أن حزبها طوى صفحة النزعة الفاشية التي كانت متجذّرةً في عقيدته، وتؤكد أنها وحزبها ينتميان إلى التيار الغربي المحافظ، وهو المرادف الإيطالي للحزب الجمهوري الأمريكي، لكنها في نفس الوقت تحرص دائمًا على عدم إدانة فترة حكم الفاشية الإيطالية.

إلا أنها ومنذ دخولها المعترك السياسة=ي، تتبنى مواقف مثيرة للجدل، مثلما حدث في عام 1996 حين أشادت بالزعيم الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني، ووصفته بأنه “سياسي جيد، والأفضل في الأعوام الـ50 الماضية”.

كما تتبنى ميلوني مجموعةً من المفاهيم والبرامج المتطرفة، فقد طالبت بفرض حصار بحري وإغلاق الموانئ لمنع المهاجرين من الوصول إلى إيطاليا، وعُرف عنها مواقفها المعادية للمثلية، حيث رفضت الاعتراف بالشراكة المدنية للمثليين، وشنت هجومًا ناريًا عليهم خلال مشاركتها في مهرجان لحزب “فوكس” اليميني المتطرف الإسباني قائلةً: “نعم للعائلة الطبيعية، لا لتجمعات LGBT، نعم للهوية الجنسية، لا للأيديولوجية الجندرية، نعم لثقافة الحياة، لا لثقافة الموت”، كما دعت لتكريس القيم المحافظة في المجتمع الإيطالي رافعةً شعار “الله، الوطن، العائلة”.

وبعد فوز حزبها في الانتخابات التشريعية التي جرت في 25 سبتمبر 2022، كلَّف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، رئيسة حزب “أخوة إيطاليا” اليميني المتطرف جورجيا ميلوني، تشكيلَ الحكومة، لتصبح أول رئيسة وزراء في إيطاليا.

رجاء الشرقاوي وفريدة الفاسي

خلال هذه السنة، تصدرت عالمتان مغربيتان، علماء الدول العربية والإفريقية واجهة الأخبار، كأكثر العلماء تأثيرا في العالم، حسب مؤشر “البير دوغر Alper doguer”، في تصنيفه الدوري لقائمة العلماء الذين نالت أبحاثهم أكثر عدد من الاستشهادات.

ويتعلق الأمر حسب المجلة، بكل من الدكتورة المعروفة عالميا رجاء الشرقاوي المرسلي أستاذة الفيزياء النووية التي احتلت المرتبة الأولى افريقيا وعربيا والرتبة 152 عالميا. فيما جاءت الدكتورة بجامعة محمد الخامس فريدة الفاسي أستاذة الفيزياء في المرتبة الثانية عربيا وإفريقيا والمرتبة 160 عالميا.

الأم المغربية في مونديال قطر 2020

إذا كانت عناصر المنتخب المغربي قد حظيت بأكبر حصة من الاهتمام الإعلامي العالمي عموما والعربي على وجه الخصوص، خلال مونديال قطر 2022، فقد ألهمت أمهاتهن، الجماهير الحاضرة في الملاعب بقطر وصفق لهن العالم برمته. وعلت صورهن أغلفة المجلات والمقالات، وهن يقبلن أبنائهن بفخر واعتزاز.

فبدت الأم المغربية، خير تعبير بأنّ الأمّ المغربية العربيّة والأمازيغية المسلمة حتّى وهي في المهجر فعلا كما قيل عنها مدرسة، المدرسة الأولى التي تحرص على ترسيخ قيم العائلة كموروث ديني ثقافي وعلى تربية أبنائها على حبّ الوطن والولاء له كواجب مقدّس.

سحر خاص، منحته وخلفته تلك العلاقة المعبر عنها سرا وجهرا، بين اللاعبين وأمهاتهن، سحر القيم الاجتماعية الحميمية التي تميز المجتمع المغربي برغم زحف العولمة والفردانية النرجسية، سحر رضا الوالدين والارتباط الحميمي بالأم..فكانت صور استثنائية وثقت  بمناسبة العرس العالمي الكروي قطر 2022 وأدخلت الأم المغربية التاريخ من بابه الواسع..

 

 

 

Exit mobile version