بقلم: الإعلامية عاشقة الكرة صباح بنداوود
بسمة نسائية/
*إنها البداية فقط..
من تابع السلسلة التي تعرضها منصة نيتفليكس:
the english game”
سيكتشف تاريخ لعبة كرة القدم، في صيغتها المعاصرة، في القرن التاسع عشر. وما يمكن تسجيله في هذه السلسة ليس هو تطور اللعبة، لكن حضور العنصر النسوي منذ البدايات ضمن جمهور كرة القدم، واستمر هذا الحضور في مختلف المناسبات الكروية إلى اليوم.
الحضور النسائي في التجربة المغربية، ظهر متأخرا لاعتبارات اجتماعية، وبدأ في البروز في السنوات الأخيرة. لكن هذه الظاهرة اختلفت النظرة حولها حيث ذهب بعضهم من التهكم و الاستغراب إلى حد السخرية بل هناك من تجاوزها إلى المس في الأعراض، دون أدنى ذرة خجل وهذا تشهد عليه منصات التواصل الاجتماعي.
وأتت فرصة تنظيم كأس العالم بقطر، لتؤكد أن المرأة المغربية، لا تجد حرجا ولا تتردد في التعبير عن حضورها بمختلف أشكال التشجييع للمنتخب الكروي المغربي، وحاضرة للتعبير عن حبها وشغفها بهذه اللعبة الاكثر شعبية في العالم.
في الطريق الى قطر، قابلت حالات كثيرة لنساء مغربيات قدمن من المغرب أو من دول أخرى إلى قطر، رفقة أصدقاء وصديقات، أو رفقة أزواجهن وأطفالهن، فكانت مشاهد جد جميلة ومعبرة، تدعو في معظمها إلى الإعجاب.
نساء مغربيات، أتوا إلى قطر البلد المنظم لكأس العالم لكرة القدم، لأنهن يعشقن هذه اللعبة وعشقناها أكثر مع وجود المغرب ضمن تشكيلة الفرق العالمية المتنافسة في هذا المونديال2022 . وزاد هذا العشق مع الأداء الرائع والمستوى الرفيع الذي ظهر به منتخبنا في قطر في المباراتين ضد كرواتيا خرج بالتعادل وبالنصر المستحق بهدفين ضد بلجيكا.
في السنوات الأخيرة، تزايد اهتمام المغربيات بكرة القدم، وتعزز أكثر مع تألق المنتخب الوطني المغربي النسوي لكرة القدم، وتحقيقه لإنجازات تاريخية هذه السنة صفق لها الرجال قبل النساء، مما غير نظرة المجتمع لعلاقة النساء بالكرة، وبات ينظر لمن يجعل انحسار جمهور الكرة في العنصر الذكوري يعبر عن وجهة نظر جد متخلفة.
تثبت دائما كرة القدم مقدرة المجتمع الانساني على الترابط الحاصل بين كل مكوناته، والإحساس بالفرح، لا يفرق بين الرجل والمرأة ومن يحاول أن يجر هذا الفعل الإنساني ليصبح قضية تتحكم فيها منطلقات أخرى غير أنها لحظة فرح وانتظار نتيجة وأداء نشيد وطني نحفظه جميعا ونردده بصوت واحد وبحماس أبهر العالم، فهو خارج سياق المنطق والعقل.
الفرحة الحقيقية نقتسمها جميعا، كما نقتسم أشياء أخرى، وحضور المرأة اصبح يضفي على الملاعب رونقا آخر و أسلوب جميل وراق ولغة التشجيع تضاعفت وتجملت…
فكما ترقص،” يا أبو راس”، مع أغاني وضعت خصيصا لكأس العالم تؤديها أصوات نسائية لها صيت عالمي، يجب أن تقبل أن تكون إلى جانبك في الملعب أختك وصديقتك وزوجتك وأمك..( وصور حكيمي ولاعبين آخرين أمهاتهم رفقتهنم في الملاعب، تنطق لوحدها)..
قبل بداية مباراة المغرب أمام بلجيكا بوقت قليل كانت المقاهي ممتلئة بجمهور مغربي من الجنسين…
حلال في المقهى وفي الملعب كذلك..