من هي فريدة بليزيد التي سيكرمها مهرجان مراكش؟

بقلم: الناقد فؤاد زويريق

مخرجة مغربية تعتبر تجربتها السينمائية غنية ومتنوعة، امتلاكها للأدوات الصحفية والتحكم فيها – بحكم اشتغالها سابقا بالصحافة- منحها فرصة ولوج عالم الفن السابع من بابه الواسع كتابة واخراجا، استغلالها لهذه الادوات اكسب نهجها السينمائي وأسلوبها الابداعي، معمارا جماليا متناسقا، وبناء حكائيا متميزا.

تميزت فريدة بليزيد بتسييد الواقع الاجتماعي والثقافي للمجتمع المغربي في أعمالها، واعطائه بعدا خطابيا بعيدا كل البعد عن التمطيط والإسهاب الوصفي، وتقريبه أكثر من التكثيف والتركيز، حتى  تشد انتباه المتلقي دون تشتيت فكره، علما أن هذا الخطاب في محتواه ينطلق من ذات المخرجة نفسها مجانبا في الآن نفسه الخصوصية النسائية، لكن مع ذلك نلمس فيه لمسات انثوية، لمسات الجمال والحبكة الفنية.

إذا ما رجعنا للأعمال الروائية الطويلة لفريدة بليزيد، نجد فيها نوعا من التجديد والابتكار غير مألوف بالنسبة للسينما المغربية، والسمة التي تميز جلها ارتباطها المباشر بالجانب التراثي والادبي حيث تم اقتباس عمليين ادبيين في فيلمي “الدار البيضاء، الدار البيضاء”، و”خوانيتا بنت طنجة”، كما تم الاعتماد على الحكي الشفهي والموروث الشعبي في فيلم “كيد النسا”. مع العلم أن لفريدة بليزيد حتى كتابة هذه السطور أربعة افلام روائية طويلة، أما الفيلم الباقي “باب السما مفتوح” فهو فيلم ذو رؤية سبق تداولها وعرضها في الكثير من الأعمال، رؤية تستنبط البحث عن الذات وسط عالمين متناقضين، عالم تقليدي، وآخر عصري..

لفريدة بليزيد خصوصية متفردة في الاشتغال، إذ تحاول التطرق الى مجموعة من الظواهر الاجتماعية والثقافية، التي تهم مجتمعها، في قالب رومانسي، اجتماعي، شعبي..يستكشف المكان والزمان والاشخاص بموضوعية ابداعية، بعيدة عن الاضافات المجانية والبهرجة الفارغة، ويعود الفضل في ذلك الى توازن عناصر العمل، وعدم الانسياق المفرط وراء الخيال، اضافة الى الخلفية الصحفية للمخرجة واستثمارها بشكل جيد في مرحلة تشكيل الفيلم اي مرحلة الكتابة، كتابة النص والسيناريو.

ازدادت المخرجة فريدة بليزيد سنة 1948 بمدينة طنجة، اشتغلت في بدايتها بالصحافة إذ عملت لصالح بعض الجرائد والصحف، كما احترفت كتابة السيناريو حيث شاركت في عدة افلام مغربية مهمة نذكر منها “عرائس من قصب” لجيلالي فرحاتي و”البحث عن زوج امراتي” لمحمد عبد الرحمن التازي.

ومثلها مثل العديد من المخرجين المغاربة اتجهت فريدة بليزيد الى فرنسا لدراسة السينما، حيث حصلت من باريس على دبلوم الدراسات العليا في الإخراج السينمائي سنة 1976.

ريبرتوارها السينمائي غني بالأفلام الوثائقية والقصيرة والطويلة، وتعتبر بذلك اكثر المخرجات المغربيات غزارة في الإخراج، من بين الافلام الوثائقية نذكر (“هوية المرأة” 1979 ، “أميناطا طراوري”، “امرأة من الساحل” 1993 ، “الصيد في المغرب بين التقليد والحداثة” 1999 ، “كازا نايضا” 2007  ). أما بالنسبة للأفلام القصيرة والطويلة فنذكر على سبيل المثال (الفيلم القصير “فوق السطح” 1995 ، ثم كل من الافلام الطويلة التالية “باب السما مفتوح” 1988 ،”كيد النسا” 1999 ، “الدار البيضاء، الدار البيضاء” 2002 ، “خوانيطا بنت طنجة” 2005).

Exit mobile version