تفاعل وترحيب كبير حضي به الشاعر مراد القادري من قبل المثقفين المغاربة، بعد أن جدد “بيت الشعر” الثقة فيه لترأس هذه المؤسسة لولاية ثانية.
هي ثقة مستحقة، حسب الكثيرين، عبروا عنها مباشرة بالنسبة لمن حضروا المؤتمر أو عبر منصات المواقع الاجتماعية، نظير ما يتميز به القادري من خصال جميلة، وأجمعوا على أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، الرجل المتواضع والمنصت، الساعي دوما لخدمة أهداف مؤسسة بيت الشعر والعمل جاهدا في صمت على تكريس إشعاعها الثقافي و توسيع مبادرتها وأنشطتها.
جرى هذا التصويت، نهاية أشغال مؤتمره العادي الذي عقد أول أمس، عقب انتخاب هيئة تنفيذية جديدة.
وناقش المؤتمر، الذي انعقد تحت شعار “الارتقاء بصورة الشاعر المغربي المعاصر”، الورقة الثقافية، وصادق عليها موصياً بإدخال جملة من التعديلات عليها، كما ناقش وصادق بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي للفترة السابقة.
وشكل الحرص على الارتقاء بصورة الشاعر المغربي، أهم ما جاء في مفتتح الورقة الثقافية التي قدمت أمام المؤتمرين وكانت محط مناقشة.
وتوسعت الورقة في استعراض مكانة وإسهامات “بيت الشعر”، مشيرة إلى أنه أدرك، انطلاقاً مما سطره دوماً من لقاءات شعرية ومن ندوات أكاديمية ومما اضطلع به من دينامية في النشر وفي إنتاج خطاب معرفي عن الشعر، أن “الهوية الشعرية المغربية المعاصرة تقوم أساساً على محاورة الكوني”، كما كان الإسهام الذي اضطلع به للارتقاء بصورة الشاعر المغربي، وللارتقاء أيضاً بالخطاب عن الشعر المغربي “تجسيداً لتأويل البيت للشعر، ولتأويله للخطاب عن الشعر”، فيما كان حريصاً دوماً، بما ينجزه من أعمال وما ينتجه من خطابات ويقيمه من لقاءات، على أن “يسهم بنصيبه في إغناء هذا التصور داخل المشهد الثقافي المغربي”، هو الذي كان “يجسد، منذ تأسيسه، حرصه على الإسهام في هذا الأفق التأويلي الرحب، مستوعباً ما ينجزه من أعمال وما يتخذه من مبادرات بوصفها تأويلاً محتكماً إلى خلفية، ومجسداً في الوقت نفسه عبر إجراءات ملموسة”. وهو ما تجلى في “إرساء يوم عالمي للشعر بكل الحمولة الرمزية التي ينطوي عليها هذا الإرساء، وفي تنظيم مهرجانات شعرية عالمية، وأمسيات تحتفي بتجارب الشعراء المغاربة، وفي إطلاق جائزة الأركانة العالمية للشعر، التي شكلت مجاورة شعرية بين شعراء مغاربة فازوا بها وشعراء من مختلف القارات.