إدريس الروخ يتحدث عن ” المسرح بين الأنا والآخر”

أردت أن يكون الكتاب شهادة علي قبل أن يكون شهادة على المسرح

بسمة نسائية/ صور :زليخة

لمة ثقافية فنية، احتضنتها مكتبة الألفية بالرباط بمبادرة من شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، كان ضيفها إدريس الروخ وتوقيع مؤلفه الجديد ” المسرح بين الأنا والآخر “.

الروخ صاحب أكثر من قبعة، فهو الممثل والسيناريست والمخرج، الذي كانت له تجارب سابقة في الكتابة، مكنته من إضفاء صفة أخرى إلى مساره المهني وسيرته الذاتية، ككاتب ومؤلف.

وأمس كان فضاء مكتبة الألفية على موعد مع إدريس الروخ الكاتب، الذي حضر حفل توقيع كتابه الأخير ” المسرح بين الأنا والآخر”، برفقة الدكتور مسعود بوحسين، الذي تولى مهمة تقديم الكتاب و إدارة النقاش.

فتح هذا اللقاء وهو الثاني بفضاء مكتبة الألفية، بكلمة  نور الدين أقشاني رئيس شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، قال فيها:” إن هذه التجربة التي انخرطت فيها الشبكة مع فضاء جديد يختلف عن المقاهي الثقافية الأخرى، نطمح من ورائها تأسيس فعل ثقافي بفضاء جديد  يهتم ببيع الكتب بالدرجة الأولى”.

يصف إدريس الروخ، كتابه، بأنه يدخل في خانة توثيق مقالات سبق أن نشرها على مراحل كتدوينات على حائطه الفايسبوكي، تعكس رؤيته للمسرح انطلاقا من تجاربه ومن  ذاته ومن الذات الأخرى. معتبرا أن فترة الحجر الصحي الذي فرض علينا، كانت ايجابية بالنسبة له، منحت له الوقت لتجميع مختلف المقالات التي سبق ونشرها ولقيت ترحيبا وتفاعلا طيبا  لدى المهتمين بالفعل الثقافي والشأن الفني والطلبة أيضا.

الروخ تفاعل أيضا مع أسئلة الحضور، التي قال عنها تحمل في ثناياها كتاب آخر قد يصدر مستقبلا، يتناول فيه إشكالية أخرى انطلاقا من فكرة فلسفية حول مفهوم الآنا والآخر.

انطلق السؤال المحوري في هذا اللقاء، من عنوان الكتاب، عبر عنه أحد المتدخلين، حين سأله: من هو الأنا عند إدريس الروخ ومن هو الآخر؟

ظهر الروخ كمبدع ومثقف يجيب على الأسئلة بمعمق فلسفي، يحلل المسرح كمفهوم وكتعبير عنا  وعن ما يحيط بنا، وعن ثنائية  الآنا والآخر بين الانكسارات والانتصارات في المسرح وفي الحياة.

وقال :” كل المقالات التي جمعتها في هذا الكتاب، تتحدث بصيغة أو بأخرى عن الآخر والأنا وهذا هو الصراع الحقيقي الموجود ليس فقط في المسرح بل في كل مكونات الحياة. وهذا صراع أبدي دائم سيظل قائما..

ما يجب علينا فعله تجاه هذا الصراع، هو أن نتحدث عنه ونحاول أن نستخلص منه الكثير من الأجوبة على الأسئلة العميقة التي يطرحها..

فالكتاب يحتوي على 200 صفحة، فيها القليل من الذاتي و الكثير من الموضوعي، فهي بحت حول العناصر التقنية والفنية والأكاديمية الموجودة داخل هذا الكتاب.

لم يكن الكتاب ذا طابع انطباعي صرف بل مكتوب في جزء منه بطريقة روائية شاعرية في بعض الأحيان تغري وتحبب الدخول إلى ثناياه. كما توجد أيضا مفاهيم ومصطلحات تقنية تتعلق بما هو ذاتي. هناك عموما الكثير من الأسئلة التي يحملها الكتاب، وفيها إجابات قد لا تكون كافية، هي إجابات تفتح النقاش حول إجابات أخرى، ستجدونها في كتب أخرى لكتاب ومخرجين ليس فقط في المغرب بل في العالم كله.

فحينما أتكلم في الكتاب عن جدلية الصراع، فغالبا نجدها في ارتباط دائم في هذه المقالات بين تلك العلاقة الجدلية بين الأنا و الآخر.

 

 

Exit mobile version