اختيار صائب وموفق، من قبل المنظمين، لفضاء شالة الأثري بالرباط، لاحتضان حفل افتتاح فعاليات الدورة 19 للمهرجان الدولي مغرب الحكايات، الذي تنظمه جمعية لقاءات للتربية والثقافة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية الرباط سلا القنيطرة، حيث أضفى موقع شالة جمالية و عمقا تاريخيا على هذه التظاهرة التراثية التي ارتدت ألوانا افريقية هذا العام.
فضيف دورة هذه السنة دولة السينغال، و جاءت تحت شعار:
“الكلمة لإفريقيا.. تراث مشترك”، تزامنا مع انطلاق احتفاليات اختيار الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
يذكر أن تنظم جمعية لقاءات للتربية والثقافة تنظم الدورة التاسعة عشر للمهرجان الدولي مغرب الحكايات بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية الرباط سلا القنيطرة من يوم الجمعة 24 يونيو إلى غاية 30 منه 2022 .
وفي كلمتها بالمناسبة، أكدت مديرة المهرجان الدولي مغرب الحكايات، نجيمة طاي طاي غزالي، أن دورة هذه السنة من المهرجان تشهد استقبال عدد كبير من رواة الحكايات من كل ثقافات العالم، فاق عددهم 80 راويا، وخصوصا من الدول الإفريقية، ما يدل على المكانة التي يتميز بها المهرجان الذي من خلاله يبرز المغرب قيمة فن الحلقة والحكايات في تراثه البشري.
وأضافت أن المهرجان الدولي مغرب الحكايات يعطي الكلمة للرواة والراويات، ويعيد الاعتبار للكنوز البشرية، معتبرة أن الحكايات هي وسيلة لتمرير رسائل تعكس قيم التسامح والسلم والانفتاح على الثقافات الأخرى.
وفي كلمة مماثلة، أكدت سفيرة جمهورية السينغال، السيدة سينابو ديال، أن فن الحكايات فن متجذر في تراث الدول الإفريقية، “فهو يعد تراثنا الثقافي اللامادي والشفهي الذي نفخر به جميعا”.
وأضافت أن الحكايات “كانت وسيلة أجدادنا من أجل تلقيننا القيم والمبادئ”، مبرزة أن هذا المهرجان يشكل بالتالي “وسيلة للرجوع إلى تلك الحقبة الرائعة، التي أنشأتنا وشكلت ذواتنا”.
من جانبه، قال ممثل وزارة الشباب والثقافة والتواصل في هذا الحفل، السيد عز الدين كارا، إن هذا المهرجان، يشكل احتفاء بفن الحكاية كعنصر من عناصر التراث اللامادي المغربي.
وأشار إلى أن الجهات المنظمة أحسنت في اختيارها لموقع تاريخي مثل فضاء “شالة” لاحتضان هذا الحفل الافتتاحي، وهو ما يضفي على المهرجان عمقا تاريخيا بارزا، مضيفا أن المهرجان “يأخذ على عاتقه الحفاظ على فن الحكاية كمكون من مكونات تراثنا اللامادي كمغاربة”.
وتخللت حفل افتتاح الدورة التي تتواصل إلى غاية 30 يونيو الجاري، عروض مختلفة لمجموعة من الفرق الموسيقية الإفريقية التي قدمت أغاني وأهازيج إفريقية أصيلة، ولوحات فنية استعراضية جميلة مستوحاة من الثقافة والفولكلور الإفريقي الغني والمتنوع، تفاعل معها الجمهور الحاضر.