تعبتُ ومن دوخة رأسي في الدنيا … أبكي
لاتكسرني الريحُ..
فماذا يكسرني بعد الريحِ … وأبكي
القصّة بلّلها الليلُ ،
وليسَ هناكَ مَنْ يحكيها ،
فلنذهبُ … فالريحُ ستحكي
الماخورُ يضيءُ وجوهَ الزانين
تعالَ نُبَلّل وجهَّينا بالضوءِ
فلا تخجل ياحزني أنْ تصبحَ زاني
ياقلبي … يا ابنَ الشكّ
أرحني من أحزاني
تعبتُ بحملِ التعبانين
تعبتُ ولمْ أصلِ المنفىٰ
المنفىٰ يمشي في قلبي ،
في خطواتي … في أيّامي ،
يسافرُ في كلّ قطار ٍ أركبهُ ،
في كلّ العرباتٍ أراهُ
حتّى في نومي
يمشي كالطرقاتِ أمامي..
في هذا العصرِ
يكونُ الأنسان ويُعرفُ من منفاه
يا ابن الشك أرحني،
لنقلْ شيئاً قبل الليل ونمضي
فالمنفىٰ أصبحَ زاني
الليلةُ … مجاناً أبكي
الليلةُ بالمجان…
لكل الناس تُضاءُ على الشاشةِ عورةُ ضفدع
فتحَ الزانون علينا عورتها
قالوا … هذي عورة ضفدع
ياعجباً … كيف اكتشفوها
تعبانٌ ومن كثرةِ ما اكتشفوا … أبكي
من دوخةِ رأسي … بالدنيا أبكي
من عورة ضفدع..
ياوطني … أين أنامُ ؟
قطع نومي أقنعةٌ لوجوهِ الأعداءِ…
فأين أنامُ ؟
بُلِيّتُ بأعداء يحتكون بأنفي…
في النوم جسورين
أعداءُ اليقظةِ
جاؤوا يمشون على أيديهم مكسورين
أشْفَقتُ عليهم
كالطين … شتموني
المكسورون يجيدون الشتم
المَقلوُبونَ يرونَ العالم بالمقلوبِ
في هذا العالم…
ضعْ أعداءكَ في البدءِ على أرجلهم
إن كنت شريفاً وتحارب
لاتدخل حرباً تَلتَفُ على محورها حرباءْ
إغْسلْ أعداءكَ في الحرب
وكُن رجلاً … حارب كالماءْ
حارب أبدأ…
أو إقلبْ نفسكَ وإسكتْ
كثلاثِ نقاطٍ تحت الثاءْ
ياوطني سأنامُ
عنترةٌ جاءَ على فرسٍ عرجاءْ
حارب حتى إجْرَّبَ وصافحهُ الأعداءْ
لم يبقَ من المغوارِ سوىٖ الريشِ بجُعْبَتهِ
والإسمِ وبعضُ الأشياءْ
وداعاً ياعنترةَ الآنَ
فَهَذا عصرٌ يَحْتملُ الوجهين
وداعاً ياعنترةَ
إنتَصرَتْ كل الأخطاءْ
وداعا…
هذا عصرٌ بالمقلوبِ يموتُ بدون حياءْ..
هيا الحميدي
..