فتيحة نوحو عن “الوغودية”:الإلاه منح لنا هبة لوثناها  بالمن المخزي..

خاص/ بسمة نسائية

صور : محمد بلميلود

فيتحة نوحو، حالة إبداعية متفردة، يصعب تنميطها في خانة معينة، أو تصنيفها، هي ليست كاتبة وليست  شاعرة ولا أديبة فحسب، هي خلطة مستمدة من كل هذه الأجناس، هي فيلسوفة جيلها.

كتابها الأخير ” الوغودية”، الذي جرى حفل توقيعه أمس ببهو مسرح محمد الخامس، كان لحظة اعتراف بتميز كتابات هذه المبدعة، بدءا من عنوان الكتاب، “الوغودية” كمعنى وككلمة هي من خلقتهما. فلا وجود لهذه الكلمة في قاموس اللغة العربية.

حين سئلت عن هذا العنوان المثير، قالت إنه المشتق من الأوغاد والذي قد نعتبره قياسا على عقيدة أو مذهب اختلقته لتعبر عن جبروت البشرية، وعن إفلاس القيم، ولتطلق صرخة في وجه الأوغاد.

“بسمة نسائية” طرحت أكثر من سؤال على فتيحة نوحو….فجاءت الأجوبة صادقة عميقة ومركزة تشبهها:

*لنبدأ بعنوان الكتاب ” الوغودية.”…كلمة غريبة ومثيرة  ومستفزة….من أين أتيت بها؟

الوغودية مجهولة لغة معلومة فعلا، مفردة شكلا جمع مضمونا، فالوغودية هي تكثيف  للفعل  الوغودي  ذي الآثر  المستمر في الزمن ليترسخ ويتقدس ليستحيل لشبه عقيدة  بآلهة  بشرية وأصنام متعبدة.

*الشخصية المحورية  التي تضعينها داخل ثنائية متناحرة بين خير النوايا شرير الهدف، أليست انعكاس لمرآة ذواتنا؟ تشخيص لوضع يعنينا جميعا؟

شخصية مفلس هي  “الأنا – والنحن ” في آن  فالكائن الإنساني  ليس مفردا بل متعددا بانزياحاته النفسية التي تترجم بسلوكيات يعتقدها  تعبدا،  فينبعث ذاك  التماثل المقيت وإن اختلفت الشعائر السلوكية   للأفراد…  

*أين تصنفين “الوغودية”…ضمن أجناس الإبداع؟

الوغودية نص عابر أدبيا، لا ينتمي لجنس لأي جنس محدد، لا أومن بالحدود  ولا  أنشغل بالتصنيفات، ما يستوقفني هو وعي الطرح  و إدراك الصيغ  التي  تصل إلى المتلقي.

*شخصية مفلس يرى أن الحياة مفلسة من قيمها، وجبارة في جعل من يعيش فوق رقعتها ذليلا، لذا كان يشعر بثقل المسؤولية تجاه كل من أتت به الصدفة أو الأقدار مثله أن يكون وافدا على هذا العالم، هل هذا هو قدر فتيحة النوحو وكيف يمكن تصريف هذه المسؤولية؟

الذات الكاتبة للوغودية  تختلف عن مفلس  من حيث  قدر الوجود ، فمفلس يبقى شخصية ورقية يبث فيها السرد الروح ، فيما ارواحنا  تمتثل لإعجاز لن ندرك سره   ونحن هنا على هذه البسيطة  ، أمل ان يُفصح لنا به  في انفراج ما

*كتاب “الوغودية” هل هو تتمة لمشروعك السابق الذي ابتدأته في هذا النوع من الكتابة بكتابك “غبن أن نهوي”؟

تختلف التجربتين من حيث اندفاع الحبر ليس في غرضه المتهور ، اعتبر الوغودية  محطة نضج في الكتابة.

*خزي أن نوجد؟ لماذا؟ قد يفهمه البعض قمة السوداوية

ليست بسوداوية بل هي الرد المناسب لوجود لم نحترمه، الالاه منح لنا هبة لوثناها  بالمن المخزي..

*الإهداء إلى شقيقتي جميلة التي تثبط من ديستوبيا الأفئدة…أصدقك أنني وقفت عاجزة عن فهم هذا التعبير…ماذا تقصدين بذلك…ولماذا جميلة بالذات؟

جميلة هي الشقيقة  التي مارست  الأمومة وهي طفلة عزلاء إلا من روح جميلة، فطمنا الموت من ثدي الأم فكانت جميلة مرضعة الحب للكل،  ولي بالخصوص فهي ترممني كلما انكسرت أفئدتي،  فجميلة هي التي تنفخ في رمادي لأبعث في كل كبوة بقلب جديد.

*جل أعمالك تأتي موسومة بلوحات من توقيع الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي.. ماذا تعني لك نعيمة الملكاوي؟

لا نعني لأنفسنا  بل  نخلق منها معنى ، تماهينا أنا ونعيمة بتضادنا المتطابق إلى حد أننا قفزنا على الفواصل والنقط.

*كلمة  لقراء بسمة نسائية

ممتنة لقراء بسمة لسعة البياض المهدى

 

 

 

 

 

Exit mobile version