من الفكرة إلى القماش..ومن القماش إلى التصميم، ومن التصميم إليك..
بعد رحلة طويلة في عالم البحث والتصميم والابتكار، ومقامها في عدة بلدان عربية وأوربية، ومشاركتها في عروض عالمية، ، تستعد المصممة المغربية -العالمية فاطمة الجراري، صاحبة علامة “سلسبيل”، لتقديم مجموعتها الجديدة في المغرب، تحت عنوان: ” الشعبي، جوهر العصور القديمة والمستقبلية”.
بعد زيارتها لأول مرة في عام 1988، تم نقش المغرب في روح المصممة فاطمة الجراري. المهندسة المعمارية، أبهرها التنوع الثقافي والصخب العالي في الأسواق، وأشياء كثيرة جميلة ظلت عالقة في مخيلتها وهي مراهقة ساعتها.
وغادرت فاطمة المغرب لكن المغرب لم يتركها قط، وعادت إليه بعد 30 عامًا، وكانت تحمل الكثير من المفاجأة، كانت تنوي الكشف عنها، بعد إن استقرت في قلب المدينة العتيقة بالرباط. لكن، جرت الرياح بما لم يكن في الحسبان. إذ، بمجرد وصولها إلى المغرب، وجدت فاطمة نفسها في وسط وباء كورونا، لم تستسلم بل استغلت زمن الحجر لإنشاء مجموعتها الثالثة،” Formality Collection”
وهي مجموعة جابت القارات الخمس، وكتبت عنها العديد من المقالات الصحفية.
في أواخر عام 2020، بدأ عهد جديد لعلامة سلسبيل، الي تقول عنها المصصمة فاطمة:” بصفتنا مغاربة، من واجبنا أن نستمر في البحث والابتكار والإبداع لجعل بلدنا في طليعة الابتكار، والحفاظ على مهارته، وابتكار التصميم الذي يستند على
الاستدامة وإعادة التدوير في التصميم.
هذا الأسلوب المبتكر، هو الذي اعتمدته أيضا من خلال عرضها الجديد “مجموعة ملابس “الشعبي” التي تعتبر تشكيلة فريدة من نوعها بكل معنى للكلمة.
أقمشتنا عبارة عن ستائر معاد تدويرها وجدت في أعمق أسواق مدينة الرباط القديمة. لم نتمكن من عمل الشعبي بدون تفسيرنا الخاص لـ “القفطان” المغربي وكان التحدي الذي واجهنا وهو إحضاره إلى العالم الحديث المعاصر مع الحفاظ على الجانب التراثي والثقافي له. لقد استغرق الأمر منا وقتًا طويلاً قبل أن نتمكن من التوصل إلى حل والحفاظ على أقصى درجات الاحترام لتراث القفطان.
التعاون مع الحرفيين:
في قلب العاصمة، تعد مدينة الرباط القديمة واحدة من آخر الأماكن الأصيلة لمشاهدة الحرف اليدوية الرائعة للأحذية، والفخار، والرسم الخطي، والمجوهرات والجمال.
بالنسبة لمجموعة “سلسبيل”، فكل هذه الصناعات هي فنون ومفاهيم، حاولت دمجها، في “مجموعة الشعبي”، وذهبت إلى أبعد من التصميم في النسيج، بل توسعت في ابتكارتها لتشمل صناعة الأجذية والمجوهرات والرسم الخطي كأشكال متعددة للفن والجمال.
تعاونت فاطمة أيضا، مع متحف العطور في مراكش لإعادة الاتصال وإبراز جذور العطور العربية.
واستحضرت في بحثها، حياة المصريين القدماء حيث كانت النظافة الشخصية قيمة ثقافية مهمة. وكان المصريون يستحمون يومياً، ويحلقون رؤوسهم لمنع القمل أو غيره من المشاكل، واستخدموا بانتظام مستحضرات التجميل والعطور والنعناع.
كانت العطور الأكثر شهرة. كان يصنع من اللبان والمر والمستكة وراتج الصنوبر والقرفة والهيل والزعفران والعرعر والنعناع وغيرها من الأعشاب والتوابل.
وتوصف الرائحة بأنها نفاذة جدا. وكما كشف التاريخ عن شواهد العطور ومساهمة صناعة العطور العربية منذ فترة طويلة. تم تسجيل مؤسس العطور العربية في القرن التاسع على يد العباسيين (عالم اسمه أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي) الذي كان يجرب الأعشاب والنباتات المختلفة لمستحضرات التجميل والعطور والمستحضرات الصيدلانية. ويعتقد أيضًا أنه توصل إلى مجموعة متنوعة من العطور السرية. كما كتب كتابًا باسم “كتاب كيمياء العطور والتقطير” يحتوي على أكثر من 100 وصفة للزيوت العطرية”.