في محراب أروقة “مجازر الدارالبيضاء”، يشتغل الفنان التشكيلي المغربي، عبد العزيز عبدوس، على مشروع عالمي واعد، تحت عنوان ” تمثال لمحارب مغربي قديم في الألزاس”.
فمنذ أكتوبر 2020، بدأ الرسام والنحات عبد العزيز عبدوس رحلته لصنع تمثال ضخم يعكس حقبة مهمة في تاريخ الحرب العالمية الثانية شارك فيها الجنود المغاربة، بجانب الفرنسيين ضد الجيوش النازية الألمانية.
وعن هذا المشروع الكبير، يقول الفنان التشكيلي عبدوس، في حوار مصور لقناة ” بسمة نسائية”
إن الهدف من هذا المشروع، هو تسليط الضوء عبر رحلة من الزمان والمكان، لجانب من جوانب تاريخ الجنود المغاربة، (الكومية)، الحافل بالشجاعة والبسالة والتضحيات التي قدموها من أجل تحرير فرنسا من الغزو الألماني.
وجاءت الفكرة بعد الزيارة التي قمت بها سنة 2019، بدعوة من جمعية “الصداقة المغربية – جنوب الألزاس”، عندما رأيت مربعا مساحته 80 × 80 سم ، مؤرخًا عام 1939 و كُتبت عليه عبارة Etoile des Marocains، نجمة المغاربة”، تأثرت حقًا بهذه الرؤية التي تمثل لوحًا خرسانيًا خلفه الفوج الثامن من المحاربين المغاربة.
كما يقول عبد العزيز عبدوس، في أصل هذا اللوحة ، كانت هناك حصى مثبتة على شكل نجمة يمكننا من خلالها رؤية توقيع الفوج ، باستخدام بصماتهم مباشرة على الخرسانة ، مع وجود السنة في أعلى اليمين 1939″.
و يقوم هذا الفنان الواعد، بصنع التمثال الكبير في فضاء المجزرة السابقة بالدار البيضاء ، حيث أنشأ جمعية أطلق عليها اسم “الفن للجميع”.
ويبلغ ارتفاع التمثال 4 أمتار ويزن حوالي 900 كلغ من البرونز. ويوضح، بأنه بدأ هذا المشروع قبل اندلاع الجائحة، ومع جائحة كوفيد 19، توقف العمل قليلاً ، في البداية بسبب الحجر الصحي، وأيضا بسب ضعف الإمكانيات المادية، حيث لازال يبحث عن التمويل لتحقيق هذا الحلم الفني والإنساني الجميل، الذي يتمثل في مشروع التمثال الكبير والخدمات اللوجستية اللازمة، لإعادته إلى الأماكن التي وجدت فيها هذه اللوحة، عند الحدود بين فرنسا وسويسرا.
ويضيف عبدوس موضحا، بخصوص نقطة التمويل: “لقد وجدنا بالفعل الدعم من الخارج، لكننا نريد أن يكون هذا المشروع مغربيا بنسبة 100 في المائة، لأنه يروي قصتنا وتاريخنا”.