أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” قائمتها القصيرة لعام 2021 وضمت 6 روايات من المغرب والأردن وتونس والجزائر والعراق.
وشملت القائمة روايات (الملف 42) للمغربي عبد المجيد سباطة، و(دفاتر الوراق) للأردني جلال برجس و(الاشتياق إلى الجارة) للتونسي الحبيب السالمي، و(عين حمورابي) للجزائري عبد اللطيف ولد عبد الله و(نازلة دار الأكابر) للتونسية أميرة غنيم و(وشم الطائر) للعراقية دنيا ميخائيل.
وعبر الروائي المغربي عبد المجيد سباطة عن سعادته بالوصول القائمة القصيرة لـ”البوكر العربية”، التي اعتبرها من أبرز الجوائز العربية.
ورغم التأثير السلبي للجائحة التي حرمت الرواية من حقها في الانتشار، بعدما ألغيت المعارض واللقاءات وحفلات التوقيع، أكد سباطة أن أجمل ما في الأدب هو “قدرته القوية على تحدي وتجاوز كل حدود المكانية والزمانية التي تكبلنا”.
وصدرت رواية “الملف 42” بالتزامن مع المعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الدار البيضاء شهر فبراير من سنة 2020، وقد كان الإقبال عليها جيدا من لدن القراء، فمنهم من أثار موضوعها انتباهه لسماعه به لأول مرة، ومنهم من كان شاهدا على فصول المأساة فأراد قراءة الواقع بمنظار الخيال، كما وجد فيها عدد من النقاد محاولة لتقديم رواية مغربية وعربية جديدة، تتحرر من السرد الخطي المباشر شكلا وتطرق أبواب المسكوت عنه مضمونا.
وقال إن فكرة كتابة روايته “الملف 42” المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، التي سيجري الإعلان عنها في فعالية افتراضية تعقد يوم 25 مايو 2021، بدأت شهر أكتوبر من سنة 2017، ولدت من بضعة أسطر قرأها في مقال، عن كارثة الزيوت المسمومة التي عرفها المغرب سنوات قليلة بعد استقلاله.
وأمام جهله بالموضوع عزم سباطة على جمع وتوثيق كل ما له علاقة بالموضوع ووضع تصور أولي للحبكة، دون كتابة حرف واحد في المسودة، مشيرا إلى أن المسألة كانت في غاية الصعوبة، نظرا لمرور سنوات طويلة على وقوع الكارثة، ووجود ما يشبه الرغبة الدفينة في نسيانها، مع وفاة أو كبر سن معظم ضحاياها.
ورغم صعوبة الموضوع واصل سباطة البحث والاستعانة ببعض المراجع والشهادات، إلى غاية شهر مارس من سنة 2019، عندما شعر بأن الخطوط العامة للعمل قد اكتملت في ذهنه ومفكرة ملاحظاته الصغيرة، وهكذا ابتعد عن كل وسائل التواصل الاجتماعي، ودخل ما يشبه العزلة لكتابة الرواية على مدى 9 أشهر، متنقلا بين مكتب غرفته الصغيرة في منزله بمدينة سلا، وقاعة المطالعة بمكتبة المعهد الفرنسي بمدينة الرباط، ما عدا بضعة أيام كان “يهرب” خلالها إلى مدينة طنجة، التي يعلم كل من زارها أو أقام فيها من الكتاب (مغاربة وأجانب) بأنها تملك قدرة قوية على تحفيز الخيال الإبداعي، وبشكل غامض يصعب تفسيره.
ويحصل كل مرشح بالقائمة القصيرة على 10 آلاف دولار فيما يحصل الفائز في نهاية مايو المقبل على 50 ألف دولار إضافية.
وكانت الجائزة تلقت في دورتها الرابعة عشرة 121 عملا روائيا من 13 دولة قبل أن تعلن لجنة تحكيم القائمة الطويلة بداية هذا الشهر وضمت 16 عملا.
وتشكلت لجنة التحكيم التي ترأسها الشاعر والكاتب اللبناني شوقي بزيع، من المترجمة اللبنانية صفاء جبران والمترجم المغربي محمد آيت حنا والكاتب اليمني علي المقري والإعلامية الإماراتية عائشة سلطان.
تأسست الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2007 وترعاها (مؤسسة جائزة البوكر) في لندن وتمولها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.