أُحَاِولُ لَمْلَمَةَ هَذَا الشَّتَاتِ،
عَبَثًا أُحَاوِلُ الاسْتِيعَابَ
أَخَرَجْتِ.. وَلَنْ تَعُودِي…
وَشَذَرَاتُ عِطْرِكِ..تَمْلأُ أَنْفَاسِي
مَازَالَتْ تُؤَثِّتُ الْمَكَانَ،
تَمَامًا كَمَا كُنْتِ
عُنْوَانًا لِطُهْرِكِ، لِنَقَاوَتِكِ، لِصَفَائِكِ
****
يَا اَلله تَدَبَّرْنِي…يَا اَلله…
دَاِو وَجَعِي يَا اَلله…
وَجَعٍ يُوجِعُهُ صَوْتُ التُّرَابِ
يَسْقُطُ عَلَى جَسَدِكِ النَّدِيِّ،
يَا طَرِيَّةَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ
يَضِيقُ نَفَسِي..بِضِيقِ قَبْرِكِ
وَلاَ أَمْلِكُ غَيْرَ ضُعْفِي،
فَقَطْ ضُعْفِي أَعْقُدُهُ عُقْدَةً…
عُقْدَةً..عُقْدَةً
لِيُصْبِحَ سُبْحَتِي…
أَعُدُّ بِهَا.. وَأُعِيدُ عَدَّ آلاَمِي
****
أُمِّي.. يَا صَاحِبَةَ الذِّرَاعَيْنِ الْمَفْتُوحَتَيْنِ
أَيَا وَاسِعَةَ الْقَلْبِ
أَيَا مَرْهَمَ حِكْمَةٍ
يُصْلِحُ كُلَّ الْأَعْطَابِ،
يُرَمِّمُ كُلَّ هَدْمٍ
يُغَطِّي كُلَّ عَيْبٍ
****
أَيَا يَدًا لاَ تُغْلَقُ إِلاَّ عَلَى حَسَنَةٍ،
أَيَا يَدًا لاَ تُفْتَحُ إلاَّ علَى حَسَنَةٍ
كَيْفَ تُغَادِرِينَ…
في غَفْلَةٍ مِنَّا..تُغَادِرِينْ
أَعْلَمُ جَيِّدًا.. أَنَّكِ صَاحِبَةُ زَادٍ، وَزَوَادٍ
عَلَّهُ جُزْءٌ مِنْ عَزَائِي فِيكِ
هَذَا الْعَقْلُ الذِي عَلَّهُ رَحِيلُكِ
حِينًا.. علَى عِلَّتِهِ يَقْبَلُ الرَّحِيلاَ
وَبَغْتَةً..
يَجْثُمُ الشَّوْقُ عَلَى كُلِّي..
فَيَسْحَبُنِي إِلَيْكِ،
يَجُرُّنِي كُلِّي إِلَيْكِ
فَأَجِدُنِي بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ،
بَيْنَ السَّمَاءِ.. وَالأَرْضِ..
فأُسَارِعُ إلى هَاتِفِي لأتَفَقَّدَكِ
لِأَسْأَلَ عَنْكِ،
وَأَسْمَعُ دُعَاءَكِ لِي
بِالرِّضَا ثُمَ الرِّضَاَ
فَيُكَسِّر وَعْيِي..لاَ وَعْيِي
أَيُّ هَاتِفٍ يَرْبِطُ رُوحِي بِرُوحِكِ
فَأَنْعَمَ بِدُعَاءِ الرِّضَاَ
****
آهْ يَا اَلله .. لاَ أَمْلِكُ إِلاَّ ضُعْفِي
فَقَطْ ضُعْفِي أَعْقِدُهُ..
أَعْقِدُهُ..عُقْدَةً.. عُقْدَةً..
لِيُصْبِحَ سُبْحَتِي
أَعُدُّ بِهَا.. وَأُعِيدُ عَدَّ آلاَمِي
وَلاَ يَهْدَأُ هَذَا الْوَجَعُ
إِلاَّ بِالتَّطَلُعِ إلَى السَّمَاءِ،
أَسْتَعِينُ بِإِيْمَانِي
أَسْتَعِينُ بِكَ يَا الله
وَبِوَعْدِكَ بِلِقَاءٍ
****
لاَ يَهْدَأُ هَذَا الْوَجَعُ إلاَّ
إِلاَّ بِوَشْوَشَاتِ رُوحِي.. لِرُوحِي
أَنَّ رُوحَـــكِ أُمِّــــــي تَرْقُدُ بِسَلاَمٍ عِنْدَ السَّلاَمْ…