كاملا هاريس المرأة التي قلبت موازين القوى في أمريكا


هي امرأة من النوع النادر، خلقت الحدث، ودخلت التاريخ من بابه الواسع، بعد أن أصبحت أول امرأة تتقلد منصب نائبة الرئيس الأمريكي، والمرأة الأولى من غير البيض، بل أصبح ينظر إليها أنها تمثل مستقبل أمريكا كلها. إنها كمالا هاريس، التي اختارها الرئيس الجديد جو بايدن، كنائبة له، فكانت النقطة القوية في حملته الانتخابية وربح بها  الحزب الديمقراطي معركته ضد ترامب.

مثلت كاملا هاريس صورة مقربة لأمريكا الديمغرافية التي زادت فيها بشكل سريع نسبة السكان من غير البيض لإجمالي عدد السكان في الولايات المتحدة الأمريكية. فهي سوداء البشرة، جاميكية من جهة الأب  وهندية من جهة الأم، جذبت الملونين من الأقليات، كما لها سجل حافل بمساعدة جميع المهاجرين غير النظاميين وذلك من أجل الحصول على طرق قانونية للعمل والحصول على إقامة قانونية في الولايات المتحدة والحصول على تأمين صحي لهم ولأبنائهم.

سكان الولايات المتحدة الأمريكية، وصل عددهم اليوم إلى 330 مليون نسمة منهم 5.6% آسيويين، و12.7% أفارقة.

استطاعت هذه السيدة، أن تجذب أيضا المعتدلين الديمقراطيين التقليديين وجذبت أنصار التيار التقدمي المتزايد بقوة في داخل وسط الحزب الديمقراطي، فالتيار اليساري المتصاعد يرضى عن هاريس التي تناصر قضاياه التقدمية كتوفير تأمين صحي لجميع الأمريكيين وإلغاء ديون الطلاب والتخلص من مصادر الطاقة التقليدية بحلول العام 2030 وغيرها من القضايا.

وخلال حملتها الرئاسية عبرت هاريس أنها تستطيع حل المشاكل بشكل عملي من نواحي كثيرة.

هذا إضافة إلى أنها اختيار امرأة للمرة الثالثة في التاريخ الأمريكي للترشح لهذا المنصب زاد حماس الناخبات من النساء، فقد كانت تهتم بتشريعات مهمة لبرامج الرعاية الصحية وما يتعلق بصحة النساء والأطفال، وكان ذلك وراء حماس النساء للمشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية الخيرة التي أطاحت بترامب.

هاريس من مواليد أوكلاند في كاليفورنيا، وقد تخرجت من جامعة هوارد بكاليفورنيا من كلية هيستينغز للقانون، فقد بدأت عملها في مكتب المدعي العام لمقاطعة آلاميدا، قبل أن تعين في مكتب المدعي العام بمقاطعة سان فرانسيسكو، وبعدها انتخبت في عام 2003 كمدعية عامة لمنطقة ساس فرانسيسكو، وتم إنتخابها لمنصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا في 2010،  وتم إعادة انتخابها مرة أخرى عام 2014.

وتعتبر مسيرة هاريس البالغة من العمر 56 عاما مثالا يحتذى به لكثير من النساء، حيث أنها أول امرأة ذات بشرة سمراء تصبح مدعية عامة لولاية كاليفورنيا، وأول امرأة متحدرة من جنوب شرق آسيا تحصل على مقعد في مجلس الشيوخ.

كاملا رفقة زوجها المحامي الأمريكي دوغلاس ايمهوف

وفي كلمة ألقتها بعد إعلان فوز المرشح عن الحزب الديمقراطي جو بايدن، وجهت هاريس نداء إلى نساء العالم لدعوتهن إلى عدم فقدان الأمل في تحقيق أحلامهن.

هي ليست فقط أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة التي يتم انتخابها كنائب لرئيس الدولة بل هي تجسيد حقيقي لما يعرف باسم “الحلم الأمريكي”. وقد بدأ ينظر إليها أنها تجسد مستقبل أمريكا ككل، ومؤهلة لأن تصبح أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية.


والد ووالدة كاملا هاريس(صورة)


Exit mobile version