بقلم أمينة غريب
ورحلت غزلان، وسط صمت رهيب حاملة معها أحلامها التي جعلت منها مياومة بدراهم.. كانت منفذها لتعانق آفاقا أوسع، لكن القدر أراد غير ذلك..
رحلت غزلان التلميذة، تاركة دراهمها المعدودات وأحلامها الصغيرة، وتركت عائلة مكلومة كانت دراهم غزلان تسد بعضا من خصاصها، لم يبكيها أحد سوى أمها المكلومة.. لم تدبج من أجلها المرثيات والتعازي بطلة بدون نياشين،،،
غزلان الفيافي البعيدة التي ظلت تبحث عن ثقب تعبر منه نحو حياة أخرى ولم يكن هذا الثقب المفقود سوى نعش صغير سيحملها إلى الأفق الأبدي..
ربما في موتها خلاص لها من أحلام كانت ستجعل أناملها الصغيرة تشيخ باكرا..
ربما هو الخلاص من واقع يريد لها أن تنحث الصخر إلى ما لا نهاية،،، على الأقل في عالمها الأبدي، ستخضن أحلامها وترتاح إلى الأبد، تاركة السياسي في لقطة تاريخية مع الجميلة والمناضلون إياهم في مونولوج طويل من الشعارات في انتظار كرسي فارغ.. ونخبة تآكلت عن آخرها بكل تلويناتها وأطيافها ومفكر وباحث ومثقف في انتظار الفرصة ليبيعوا لمن يشتري بثمن أكبر..
لم يشفع لغزلان اسمها ليثير فضولا ولا مرثية..
لن يتذكرها أحد لم ننتبه لها عندما كانت تنحت الصخر بيديها ولم يترحم عليها أحد وهي ترحل إلى مثواها الأبدي، حيث تسمع من داخله ترنيمة مؤرقة لضميرنا الجماعي: أنا غزلان التلميذة التي ماتت في حادثة سير وسط عاملات، لا ذنب لي سوى أحلام صغيرة… وكم من غزلان أجهضت أحلامها على ناصية طريق..