زينب الدليمي
منذ إعلان تنفيذ قرار تخفيف تدابير الحجر الصحي والترخيص للتجار بالعدوتين باستئناف نشاطهم تدريجيا ، عاينت “بسمة نسائية” عودة حذرة للزبناء المرتادين في جل المتاجر المعروفة بأعداد قليلة وليس “طوابير“ كما كان الحال عليه بالسابق.
وأكدت لمياء بلفقيه وهي بائعة في متجر تركي معروف بالرباط، أن فرحتهم كبيرة بالعودة للعمل مضيفة القول :” نحاول ما أمكن أن نطمئن الزبائن بأننا قمنا بكل الاحتياطات التي تضمن سلامتهم حتى نكسب ثقتهم وعودتهم إلى متجرنا مجددا.
أما رضا التاقي، وهو بائع عطور بشارع محمد الخامس بالرباط، فقال إن الزبائن لازالوا متخوفون والإقبال ضعيف جدا لكننا نأمل خيرا في الأيام المقبلة.
وبالنسبة لبائع الزهور أحمد، فأكد لنا أنه لم يعد خافيا على أحد الوضع المتردي الذي تعيشه هذه الفئة، نتيجة جائحة كورونا وإغلاق المؤسسات واختفاء زبائننا اليوميين، إلا أن الحكومة أعطت فرصة لإعادة الحياة من جديد، بتخفيف تدابير الحجر الصحي، مما يؤشر إلى انتعاش وخير قادم حتى وإن كان ليس بالمستوى المرجو.
الشائعات تقتل سوق الملابس المستعملة بسلا “البال”
يتفق الجميع على أن مصدر الملابس المستعملة “البال” يأتي من مجموعة من المدن الأوربية، والتي عرفت تفشي فيروس كورونا بشكل مفاجئ، وارتفاع عدد المصابين بها، عند زيارتنا لأشهر سوق بسلا لبيع الملابس المستعملة فوجئت بغضب عارم من البائعين يؤكدون أن ملابسهم من دول خالية من الفيروس وقبل الجائحة.
يقول محمد صاحب محل بسوق الصالحين بسلا، أن الشائعات والتحذيرات من سلعتهم قد غزت كل وسائل التواصل الاجتماعي، فهم قد فتحوا محلاتهم منذ أسبوع ولا أحد يقترب منهم فبالأحرى الشراء منهم.
وأضاف محمد وهو رجل كبير بالسن أنه يشتغل في هذه المهنة منذ زمن بعيد وهي مورد رزقه الوحيد هو وعائلته وهذه الجائحة بمثابة عقدة لا حل لها، نريد أن نخبر الجميع أننا نتوفر على ملابس مستوردة منذ سنة وغير ملوثة وأننا لم نستورد بعد أية ملابس ولا داعي للخوف منها وحتى إن سمحت لنا السلطات باستيرادها فستكون معقمة ومراقبة.
مركز الولجة للصناعات التقليدية في سلا
لاحظنا في منطقة الولجة، حركة دؤوبة من قبل التجار والحرفيين داخل ورشاتهم وهم ينفضون الغبار عن مصنوعاتهم في متاجر خالية في مركز الولجة للصناعات التقليدية في سلا قرب الرباط حيث يعانون العوز والحاجة بعد توقف إيراداتهم منذ قرابة الثلاثة أشهر بسبب جائحة كوفيد-19.
وأكد سعيد بائع أواني فخارية أن “الحركة عيانة ” ومع ذلك نحن نخرج منتوجاتنا كل يوم أمام أبواب المتاجر ونضعها بشكل جميل حتى تغري الزائرين وتفتح شهيتهم للشراء ، ومازلنا ننتظر حلول لأزمتنا.
وفي نفس السياق صرح عبد الالاه العلمي النائب الأول لرئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة الرباط وسلا والقنيطرة، ل”بسمة نسائية”، أن جميع الحرفيين والمهنيين قاموا بكل الإجراءات الضرورية لكي تصبح الورشات تشتغل في ظروف جد طبيعية من تعقيم للورشات والمشتغلين وإلزام الصناع بتعقيم أيديهم ووضع كمامات وقائية وترك المسافة الضرورية وعدم المصافحة.
وأضاف العلمي أن جائحة كورونا أصابت قطاع الصناعة التقليدية إصابة بليغة متسائلا، هل يمكن أن ينهض منها مجددا أم لا ، فهذا يعود لنسبة الدعم والإمكانيات المادية التي ستجعله ينهض من جديد، وتابع العلمي، نعرف جميعا أن فئة كبيرة من الصناع دخلها الأساسي هو يومي وعند الجائحة لم يلتفت لهم أحد توصلنا بشكاياتهم ونقلنا معاناتهم للسلطات المختصة في ملتمسات مفادها الوضع الذي يمر منه قطاع الصناعة التقليدية بسبب حالة الطوارئ الصحية، مع آقتراح مجموعة من الحلول من أجل دعم القطاع وحمايته في هذه الظروف الحرجة حيث أن فئة الصناع التقليديين تفتقر إلى تغطية صحية و اجتماعية ما يحرمها من الاستفادة من برامج الدعم المعلن عنها من قبل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و المؤسسات المماثلة.
وأشار النائب الأول لرئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة الرباط، أن قرار إغلاق مجمعات الصناعة التقليدية و كذا مزاولة الحرف اليدوية بصنفيها الإنتاجية والخدماتية، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، أثر بشكل سلبي وأزم وضعية الصناع التقليديين وأسرهم بسبب شلل السياحة و انحباس الاستهلاك الداخلي للمنتوج التقليدي، بالمقابل عدم الوفاء بالتزاماتهم المالية و الاجتماعية والمصاريف المرتبطة بالورشات التي يشتغلون بها.
وكشف العلمي، بالنسبة للملتمسات التي سبق إرسالها وقعت عليها 47 جمعية مهنية وحرفية بجميع جهات المملكة ونحن الآن بصدد تجميع 100 توقيع الذي سيكون جاهزا خلال هذا الأسبوع، لإرساله كتذكير للجنة اليقظة ووزيرة السياحة ووزير الداخلية، وهذه التوقيعات تضم ملتمس لمائة جمعية مغربية مساندة من أجل الدفاع عن مصير الصانع التقليدي البسيط وإيجاد حلول مناسبة لتغيير قطاع الصناعة التقليدية من قطاع هش إلى قطاع مهيكل.