انطلاق عروض المهرجان الوطني للفيلم بـ”رهائن” و”سيد المجهول”

الأول يكشف جرائم داعش بالعراق والثاني يسخر من الخرافة               


انطلقت، عروض الدورة الـ21 للمهرجان الوطني للفيلم، الذي تتواصل فعالياته حتى 7 مارس الجاري بطنجة، بتقديم 5 أفلام 4 منها ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة، التي تحتضنها قاعة سينما “روكسي”، ويتعلق الأمر بفيلمين قصيرين هما “فيلسوف” من إخراج عبد اللطيف فضيل وتشخص عبدالاله رشيد، ومحمد حميمصة، وشيماء بن عشا، و”يون” للمخرج وديع الشراط، وفيلمين روائيين طويلين هما “رهائن للمهدي الخودي، و”سيد المجهول” لعلاء الدين الجم.

كما تضمن برنامج اليوم الأول من المهرجان تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع “إلى أين تسير السينما المغربية: إشكالية الإبداع” بمبادرة من الجمعية المغربية لنقاد السينما شارك فيها 6 مخرجين هم سعد الشرايبي، نورالدين الخماري، ومحمد مفتكر ومحمد الشريف الطريبق وأسماء المدير ومعدان العزواني، و3 نقاد سينمائيين هم حمادي كيروم ومحمد نورالدين أفاية، وعمر بلخمار وسيرها خليل الدامون، الذي تم تكريمه بعد نهاية اللقاء بمناسبة مرور 25 سنة على تأسيس “الجمعية المغربية لنقاد السينما” واعترافا بما قدمه للنقد السينمائي بالمغرب منذ سبعينيات القرن المنصرم.

واختتمت المائدة المستديرة بحفل توقيع المخرج المغربي سعد الشرايبي لكتابه “شذرات من ذاكرة سينمائية”، الذي صدرت طبعته الأولي مطلع السنة الجارية.

“سيد المجهول” كوميديا سوداء تسخر من الوهم والخرافة

بعد مشاركته في مسابقة “أسبوع النقاد” بمهرجان كان السينمائي وتمثيله السينما المغربية في مهرجان مراكش الدولي للفيلم، يعود المخرج المغربي علاء الدين الجم لعرض فيلمه السينمائي الروائي الطويل الأول “سيد المجهول” ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم.

وتتمحور أحداث الفيلم، الذي حظي بإعجاب جمهور المهرجان، حول ضريح وهمي ساهمت الصدفة في وجوده بمنطقة نائية جنوب المغرب.

تبدأ قصة الفيلم بـ (أمين) يونس بواب، الذي يسرق مبلغا كبيرا من المال ويهرب به إلى منظقة نائية، حيث يتعقبه رجال الدرك. وقبل اعتقاله، يطمر المال في حفرة بأعلى تلة ويغير معالمها لتبدو أشبه بقبر. وبعد قضائه 10 سنوات من السجن، يعود لتفقد غنيمته، فيجد أن القبر قد تحول إلى ضريح لولي وهمي أطلق عليه أهل القرية القريبة من التل (سيد المجهول).

يقرر (أمين) المكوث في القرية متحينا الفرصة لاقتحام الضريح واستعادة المال المسروق الذي طمره منذ 10 سنوات.

أمام استحالة المهمة بسبب وجود حارس الضريح وكلبه المتيقظ، يقرر (أمين) الاستعانة بزميل له، ويقرر أنه لا مناص من اقتحام الضريح لاستخراج الحقيبة، ولكن ليلة بعد أخرى يتم تأجيل العملية لسبب أو لآخر.

يتفرع الفيلم إلى شخصيات أخرى منها شخصية حارس الضريح الذي يبدو شديد الإخلاص في ممارسة عمله، كما لو كان يقوم بمهمة مقدسة، رفقة الكلب الذي يستعين به لصد لصوص الضريح من سرقة من العملات الصغيرة التي يلقيها الزوار في وعاء مليء بالماء يتبرك به المرضى.

يقررمساعد اللص (صلاح بن صالح) دهس الكلب بسيارته بغرض التخلص منه لكي لا يعيق العملية التي يعتزم الاثنان القيام بها لاستخلاص المال المسروق، لكن الكلب لا يموت بل يفقد معظم أسنانه، يحمله الحارس ويذهب به إلى حلاق القرية، لكي يصنع له أسنانا ذهبية بديلة، بمساعدة طبيب القرية الشاب (أنس الباز) الموفد من وزارة الصحة للعمل في الوحدة الطبية بالقرية، رفقة ممرض عجوز (حسن باديدة)، يدمن الخمر للتغلب على الملل والسكون الذين يطبعان القرية، حيث لا يتردد على عيادة الطبيب سوى نساء عجائز لا لسبب سوى للترفيه عن أنفسهن، بالوحدة الصحية أوالحمام الشعبي، وهما وسيلتا التسلية المتاحتان في القرية، أما عندما يمرضن فعلا فيذهبن إلى الضريح للتبرك بمائه “المقدس”.

هناك، أيضا، المزارع (إبراهيم) محمد نعيمان ينتظر المطر الذي لا يأتي أبدا، منذ سنوات يترقب أي بادرة تنم عن تغير في الطقس وتنذر بهطول المطر، يتهم الضريح بأنه السبب في الغضب الإلهي وانحسار المطر، ويقرر تحطيمه، وعندما يفشل يصاب بالمرض ثم يموت كمدا. وبعد أيام من موته تتحقق معجزة هطول المطر.

وعندما يقرر اللص اقتحام الضريح لاستخراج المال، يقوم شقيق إبراهيم بتفجير الضريح للقضاء على الخرافة.. لكن المفاجأة تكون في انتظاره، يستولي على المال، ويشيد ضريحا جديدا على قبر (إبراهيم) يطلق عليه الأهالي اسم “سيدي إبراهيم”.

في قراءة أولية للفيلم الروائي الطويل الأول لعلاء الدين الجم (إنتاج مغربي/ فرنسي/ قطري)، يجمع النقاد على أننا أمام فيلم يمتلك مخرجه الكثير من الطموح، مع لمسات فنية عالية في الصورة توفرت بفضل تمكن المخرج من أدواته، إضافة إلى الإنتاج المشترك والتمويل المتعدد الجهات والتفوق في اختيار مكان التصوير”.

يغلب على الفيلم، الطابع الكوميدي الساخر، ويميل إلى تصوير الكثير من المفارقات العبثية التي تحيط بحياة مجموعة بشرية تعيش على الأسطورة التي خلقتها، وتتجلى في تصوير مقصود لتقاليد الدفن وصلاة الاستسقاء في منطقة مقفرة وأصوات الآذان.. وحتى مساعد اللص يعتنق الخرافة ويخشى نبش الضريح، رغم أنه لا يمانع في قتل الحارس إلا أنه يعتبر قتل الكلب يجلب اللعنة، أما اللص فهو أيضا يمسك بسجادة صغيرة ويتأهب للصلاة، في إيحاء بانفصال الأخلاق عن الدين، وبأن العلاقة بين الإنسان والغيبيات علاقة سطحية، ولكن هذه المعتقدات، رغم ذلك، مستمرة، بدليل إعادة بناء الضريح وشق طريق يوصل إليه، أصبح السياح يقطعونه بسياراتهم، كما نرى في النهاية بغرض التقاط الصور التذكارية أمام الضريح.

يشار إلى أن فيلم “سيد المجهول” من بطولة يونس بواب، وصلاح بن صالح، وأنس الباز، وحسن باديدة، ومحمد نعيمان…

“رهائن” فيلم مغربي يكشف جرائم تنظيم “داعش”

من عروض المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة فيلم “رهائن” من إنتاج الإخوان آيت الله وإخراج مهدي الخودي، وتشخيص وداد إلما، ومهدي لمريني، وسلمى الساعي، وعبد الله شكيري، ومحمد زواوي، وبرس بيكستر لكلاوي، وحسن كنوني.

وتدور أحداث الفيلم حول مجزرة ارتكبتها إحدى كتائب داعش في حق قرية يزيدية بالعراق، من خلال شاب مغربي يقرر الالتحاق بتنظيم داعش ببلاد الرافدين، وشاب يزيدي تسبى زوجته في هجمة مباغتة.

أول عملية يشارك فيها الشاب المغربي رفقة الكتيبة الداعشية المشكلة من جنسيات مختلفة هي الهجوم على قرية يزيدية بدعوى أن اليزيديين كفارا وموالين للأمريكيين الذين ينبغي مقاتلتهم.

تتم مباغتة أهل القرية العزل من السلاح فجرا بهجوم يسفر عن مقتل جميع الرجال باستثناء شاب ينجو من الموت بأعجوبة، بينما يتم سبي كل نساء القرية اللواتي يتم توزيعهن على أعضاء التنظيم كسبايا.

مع توالي الأحداث يلاحق الشاب المغربي شبح أحد ضحاياه ويطلب منه إنقاذ السبايا للتكفير عن ذنبه، ليكتشف أن ما يقوم به أعضاء الكتيبة الداعشية، لا يمت بأي صلة للدين الإسلامي، ولا يتماشى مع قناعاته وما جاء من أجله إلى العراق، بعد صراع طويل يقتنع بضرورة مساعدة السبايا وتهريبهن ولو كلفه الأمر حياته.

Exit mobile version